د.أسامة الغزالى حرب : يتحدث عملاء الإخوان في الخرطوم عن أن حلايب سودانية!!

ليس هناك بلد يشعر فيه المصري بالألفة و الدفء‏,‏ مع شعبه وأرضه‏,‏ مثل السودان‏!‏ السودان هي الإمتداد الطبيعي لمصر‏,‏ مثلما أن مصرهي الإمتداد الطبيعي للسودان‏.‏ وذكرياتي عن زياراتي للسودان‏,‏

وللخرطوم بموقعها الفريد عند التقاء النيلين( الأبيض و الأزرق) ليكونا نهر النيل قبل رحلته إلينا, وعن أهلها الأنقياء الطيبين.. ذكريات عزيزة لاتمحي!
غير أن ربع القرن الأخير من حياة السودان, وبالتحديد منذ عام1989 لم يكن طيبا علي الإطلاق! واعتقادي الخاص أننا في مصر نتحمل جزءا من المسئولية عن ذلك, عندما أيد النظام المصري الأسبق( نظام مبارك) إنقلاب البشير في ذلك العام والذي أطاح بحكومة الصادق المهدي! لقد تصورت الأجهزة في ذلك الحين أنه إنقلاب عسكري صديق لمصر, في حين أنه كان في الواقع إنقلابا إخوانيا صرفا, بعد أن تسلل الإخوان إلي الجيش هناك! ومنذ ذلك الحين والسودان ينتقل من محنة ألي أخري, ومن خيبة إلي خيبة أكبر, أيا كانت الإنجازات المزعومة لنظام البشير.
ففي ظل الحكم الطائفي المتعصب للبشير, انقسم السودان وانفصل جنوبه المسيحي عن شماله المسلم! فهل هناك كارثة يحدثها نظام ببلده أكثر من ذلك؟ وفي ظل حكم البشير الإخواني تفاقم الصراع في إقليم دارفور غرب السودان, وقتل مئات الألوف, وتشرد الملايين, فضلا عن استرقاق مئات الألوف الأخري وتحويلهم إلي عبيد؟ الأمر الذي حدا بالمحكمة الجنائية الدولية إلي إصدار مذكرة توقيف و إحضار أو القبض علي البشير في سابقة هي الأولي من نوعها, وهو الأمر الذي تصمت إزاءه الولايات المتحدة لأسباب أصبحنا نعرفها جيدا!
في وسط هذه الخيبة كلها يتحدث عملاء الإخوان في الخرطوم عن أن حلايب سودانية!! ألم يكن ذلك هو أحد وعود مرسي لـإخوانه في السودان؟
جوهر الأمر- فيما أعتقد- هو أن سقوط الإخوان في مصر هو مقدمة لسقوط حتمي قادم لهم في السودان, وعند ذلك لن تكون هناك مشكلة بشأن حلايب لأنها سوف تكون منطقة توافق وتكامل وليس أبدا صراعا بين بلدين وشعبين, سوف يجمعهما- إن شاء الله- نظام ديمقراطي متحضر و عادل.

الأهرام: د.أسامة الغزالى حرب

Exit mobile version