ما يجمعنا بمصر أكبر !

[JUSTIFY]الدستور المصري الجديد شاركت في صياغته كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها الأزهر الشريف وأقطاب الكنائس المسيحية وبعض الشخصيات العامة في المجتمع المصري، وصولاً إلى توافق بعد الاستفتاء الشعبي على دستور يرتضيه الجميع، حتى تنطلق ا لدولة المصرية الجديدة نحو الاستقرار السياسي والتنمية والأمن والأمان الذي شهدناه وعشناه في أرض الكناية في كل الأزمان الماضية، ولتعود الأمة المصرية كعهدها في قمة قيادة الأمة العربية القوية صاحبة الرأي المؤثرة في كل منابر السياسة والاقتصاد الدولية، ولابد لنا أن نؤيد ونحترم رغبة الشعب المصري ا لشقيق في التغيير أياً كان دون تدخل أو اعتراض على إرادة الشعوب في أي بقعة من الكرة الأرضية، وبالمثل نتطلع دائماً بعدم التدخل أو محاولة التأثير السياسي في شؤوننا الداخلية أياً كان الحاكم في السودان باعتبار أن العلاقات المصرية – السودانية هي علاقات شعبية أزلية لا تتأثر بمن يحكم مصر أو يحكم السودان- فنحن شعب واحد في وادي ا لنيل منذ قديم الأزل فهناك سودانيون مصريون يعيشون في بلاد النوبة والقاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس وهنا في السودان عدد مقدر من المصريين الذين يحملون الجنسية السودانية منذ عقود طويلة، فالذي يجمعنا بمصر أكثر بكثير من الذي يفرقنا ومحاولة البعض هنا وهناك لاثارة الخلاف أو الصراع حول(حلايب وشلاتين) لخلق قطيعة وفتنة ما بين الشعبين الشقيقين سنقف أمامها سداً منيعاً، ولن نجعل من تلك الأزمة الجغرافية، سبباً لصراعات سياسية أو غيرها، فنحن في الخرطوم إمتداونا حتى الإسكندرية، والمصريون دائماً معتزون ومكرمون في أي بقعة من وطنهم الثاني السودان حتى ولو احتكمنا للمجتمع الدولي، ومنظماته العدلية فيما يتعلق بتبعية منطقتي(حلايب وشلاتين) فإن ذلك لا يفسد للود والمحبة قضية، إذا كنا بكل الصدق نؤمن ونعتز بوحدة وادي النيل فلن يضير طرفيَّ النزاع إن كانت تلك المنطقة المختلفة حولها سودانية أو مصرية طالما إحساسنا الوجداني والتاريخي واحد برغم قناعاتي التامة بأن (حلايب وشلاتين) جزءاً لا يتجزأ من الأرض السودانية جغرافياً إلا أن كل المساحات تساوي عندي وادي النيل الكبير الذي جمعنا كشعب واحد منذ أن خلق الله الأرض!!! فالنفوت الفرصة على صانعي الأزمات الجهلاء بالتاريخ والجغرافية ولنتجاوز أي خلافات إدارية وجغرافية بعيداً عن محاكم الغرب التي لا تفهم أو تستوعب بأننا شعب واحد في بلدين متداخلين تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً.

صحيفة آخر لحظة
رأي: محمد المعتصم حاكم
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version