حاتم أرباب : أن تعم الخيبة كل البيوت، خير من فرحة تدخل بيوت وتترك بيوت فى بلد واحد رئيسه واحد

[JUSTIFY]أجمل ما في خطاب الرئيس، انه كان خطاباً قوميا ً توحد في عدم فهمه وإدراك معانية كل الشعب السوداني أحزاب وحركات مسلحة ومثقفين وبسطاء وعامة الشعب رجالاً وأطفالا ونساء. فشكراً سيدي الرئيس، الكل كان ينتظر شئ ما، إن تعم الخيبة كل البيوت غير من فرحة تدخل بيوت وتترك بيوت في بلد واحد رئيسه واحد.

كيف لك أن تستجيب لشعب متطلباته كثيرة ومتنوعة ومتناقضة أحياناً ! وكيف لك أن تروي ظمأ معارضة متلهفة للمناصب، متسابقة في لعبة كراسي عدد كراسيها محدود جداً ؟وكيف لنا يا سيدي الرئيس أن نقنع الجمل بعوجة رقبته ؟ نعم سيدي الرئيس القصة تحتاج إلى نظرية فلسفية تجمع المضادات ولكى تكلل بالنجاح تحتاج إلى التمهل عشرات السنين.

سيدي الرئيس إن المصاب بالشلل، تموت أحلامه عند لحظة الإصابة ،ليصبح حلمه الأول أن يحصل على ما كان يملك ،وان كان مهدد بفقدان طرف آخر ،سيكون حلمه الأول أن لا يفقد هذا الطرف ،وصاحب تلك الحالة لا يفكر في الوثوب إلي الأمام بل حلمه الرجوع إلى ما كان عليه ،وإذا عاد لما كان عليه، فكر في الوثوب ألي الأمام مرة أخري فهذي هي فطرة الله التي فطرها للإنسان.

فيا ليتك توثب بالسودان إلى ما قبل الإنقاذ حينها سنوثب إلى الإمام بجسد معافي سليم نعم سيدي الرئيس إن الواقع السوداني يحتاج إلى التشخيص الدقيق وقبل كل شيء يحتاج إلى إسعاف سريع لريثما يتم تشخيص الحالة ومعرفة الداء وتحضير الدواء ولكن سيدي الرئيس لدينا إشكالية أهل المريض يرون حالة مريضهم متدهورة وتزيد سوء كل يوم بينما الطبيب يقول إنه بخير وعافية وأفضل كثيرا مما كان عليه يوم دخوله المستشفى أهل المريض يقولون انه دخل المستشفى على رجليه ولأن مقعد منذ مده طويلة! أهل المريض يقولون كان يتكلم بصوت جهور والآن لا صوت له ! أهل المريض يقولون انه كان سمين والآن هيكل عظمي! أهل المريض يقولون انه كان يأكل فيشبع والآن يعيش على الدربات! فبعد كل هذا يصر الطبيب على انه بخير وأفضل مما كان … وما زاد الطين بلة أن الطبيب هو مدير المستشفى وما ذاد المصيبة مصيبة أن المريض أبو الطبيب فكيف الخلاص لتلك المعضلة؟ سيدي الرئيس أن الرئيس التونسي فهم شعبه متأخراً فحلا عنهم ،ويبدو إنك ما زلت لم تفهم شعبك! شعبك يري الديك ديك وانتم تروا الديك حمار فمثلاً :

* أم فقدت احد أولادها وان كان سكير وغير ملتزم أخلاقيا هل ستكون سعيدة بفقدانه ؟ وهل تواسيها قائلا لها بلا وانجلا حمد الله ألف على السلامة؟
أن فعلت ، هل ستتقبل الأم ذالك برحابة صدر؟ سيدي الرئيس هذا ما تقولونه للشعب عندما تمجدون الاتفاقية التي أدت إلى شطر السودان لدولتين فإن لم تعتذروا لهذا الشعب عن جرمكم فلا تمجدوها وتعتبرونها إنجاز .

*اما مقياسكم للفقر قبل الإنقاذ والآن أن كنتم على حق فالسودان عندكم يعنى الخرطوم لأنكم تجاهلتم مئات الآلاف من ساكني خيم الملاجئ في دار فور وكردفان والنيل الأزرق وجبال النوبة الفقر مستوطن في كل ربوع السودان حتى فى معظم احياء الخرطوم ولكن سياراتكم الفارهة تطير الفقراء كما تبعد آيات القران الكريم الشياطين .

*مشروع الجزيرة وكل المشاريع الزراعية الشعب يراها دمرت تماماً وانتم تتحدثون عن نهضة زراعية .

*القطن كان ذهب السودان وانتم ترونه عبء كان على المزارعيه .

*قبضت الشرطة على مرتكبي حادثة الاغتصاب في خلال ساعات لأنها تحصلت على صور الجناة وتعتبرون هذا إنجازا عظيماً في حين بائع خط هيثرو حر طليق ، مع العلم أن عملية بيع هدية الملكة في ارض الملكة لا يكون عشوائيا فهناك توقيعات وشهود وصور وإيصالات !وتصادر صحيفة الجريدة وتمنع من النشر لأنها نقلت تصريحات عن حادثة الأقطان.

سيدي الرئيس كل ما فهمناه من خطابك تغير الكاتب ولكن مفهومكم لم يتغير ما زلتم ترون الديك حمار ، وإن وجبتكم التي بخلتم بها على ضيوفكم ولم تقدموها لهم على أطباق كما كانوا يتوقعون قد فهم ضيوفكم مقصدكم، منهم من يصطف أمام حلتكم ممد صحنه، وبعضهم سيعرض عنها.

النيلين – حاتم أرباب
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version