ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼﺓ ﺟﻤﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺮﺗﻴﻦ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻟﻤﻦ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻜﺬﻟﻚ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ {ﻟﻴﻨﺘﻬﻴﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻋﻦ ﻭﺩﻋﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﻟﻴﺨﺘﻤﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ} ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ {ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺛﻼﺙ ﺟﻤﻊ ﺗﻬﺎﻭﻧﺎً ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ} ﻓﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼﺓ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ – ﻛﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ – ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺇﻏﺮﺍﺀ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﺇﻣﺎﻡ ﺭﺍﺗﺐ , ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻄﺮﻭﻗﺎً ﻛُﺮﻩ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﻣﺠﻲﺀ ﺇﻣﺎﻣﻪ , ﻭﻟﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛُﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻧﻪ , ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﺑﻪ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ.ﺍ .ﻫـــ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃعلم.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻰ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
مقالات ذات صلة
