الوجع رجع!

[CENTER][SIZE=5][B] الوجع رجع! [/B][/SIZE][/CENTER] [JUSTIFY][SIZE=5] لم تكن الخربشات والشخابيط التي يتطوع بها البعض رسماً على الجدران والحوائط الا انعكاسات لاسقاطات واقعية كثيرة عليهم.. أو حتى تلك التي يتطوع بها أصحاب المركبات العامة.. «سنه يا أنا» كدلالة على احتفاء صاحب المركبة بها أو «حصاد العمر» كدلالة على أنها مخرجات كل العمر هذه المركبة.. أو يدلل بتراسيم عبارات ذات طابع معروف تأكيداً لأنه قد سبر غور هذه الحياة وتأكد من صحتها «عبر المحيطات قاسي على العصافير» وكأنه يريد أن يقول إن الرقة واللين لا تتماشى مع الواقع حيث لا تجدي الرومانسيات والشقشقة.. أو «نفسي أقطع الكبري» كأمنية صعبة على الركشة.. أو أن يحتفي بمهنة انسان غالي عليه «الدكتورة».. «المهندسة».. «ود سيدا».. «سيد البلد».. «البرنس».. «حوته».. «ساب البلد».. أو عندما يندب حظه ويسخط على الأقدار «ما بتدي حريف».. «كان غيرك أشطر».. «نقوم من دا نقع في دا».. دع عنك العبارات على ظهر تلك المركبات وأدلف إلى داخل أحد القلاع العلمية والبحثية.. كاميرا التلفزيون تستعد للقاء مع أحد العلماء الكبار في مجاله.. وخلفيته جهاز حساس عالي الدقة والعلمية يكتسي البياض فات على المصور ان يتنبه إلى ما كتب على سطح الجهاز.. تم التصوير وجاء يوم المونتاج ليكتشف المخرج ظهور عبارة واضحة مكتوبة على سطح الجهاز المعني بالخلفية كما جاء «الوجع رجع!» فلم يعرف من المعني هل هو العالم.. أم الجهاز أم المؤسسة كلها؟ فلجأ إلى خلفية إفتراضية للمحافظة على المادة والكلام العلمي القيم «أها يا فرد أدونا رأيكم في الوهمات دي». [B]٭ القصة لسه![/B]

وما يزال البعض في حالة التماهي واللا حسم لأمور كثيرة تتعلق بتفاصيل في إطارها ومحتواها تعني أننا لا نحسم الأمور إلا بعد «خراج الروح».. فخذ أي مثال في مفاصل الحياة العامة تجد أن «حجوة ام ضبيبينا» تمارس طنينها وفرضيتها أو كما يقول البعض «القصة لسه!» هكذا نحن دوماً «نتجرجر» في أي أمر حتى تضيق علينا فرص الزمان والمكان ثم ننتفض في آخر اللحظات لنلحق ما يمكن لحاقه، أو حتى نكون أقلاه داخل إطار الصورة والحدث.. تبدو كأنها حالة سودانية عميقة أن نلعب بحبل المهلة الذي يربط ويحل.. وان ننداح مع البراحات والإستكانة حتى نصل مرحلة «الزنقة» ولم يزال في دواخلنا بعض من لامبالاة.. لا أحد يقطع باجابة قاطعة إلا أن تكون هناك مساحة لممارسة نوع من التساهل باعتبار أن «القصة لسه».. فاذا سألت جماعة «علاقة الشمال بالجنوب ستجد القصة لسه».. فاذا سألت «جماعة حلحلة تبعات أزمة دارفور ستجد القصة لسه».. أقول ليك حاجة اسأل نفسك «داير تعمل بعد شوية ستجد أن القصة لسه ما تبلورت».

[B]٭ قوم لف كدا[/B]

وليس ببعيد في التعامل اليومي حالة «القنع» أو اللا عشم في الكثير من أمور.. فإن جاءك البعض قائلاً «تطويراً للأداء ومقايسة بواقع الدول الكبرى تطمع مؤسستنا في إقامة نشاط تشاركي معكم من أجل رفع الوعي بالمهددات والمعيقات التي ما انفكت..» فلن تجد أنسب من عبارة «قوم لف كدا».. أو جاءك أحدهم مهموماً بفكرة يحس أنه هو الوحيد الذي يمتلك من بنات الأفكار ما يعدمه الآخرون ويدخلك في مدرسة الامتحان النفسي قائلاً «أنا طرحت فكرة إعادة صياغة الانسان اعتماداً على المعطيات الجديدة التي تتسق مع روح العصر والتقنية واطلاعاً على التجربة الفلانية في الدولة الفلانية وارتأيت أننا الأجدر باقامة هذا النموذج لما لنا من إرث وقيم ومتراكمات ومن هنا أدعوكم ان تدخلوا في برنامجنا المطروح».. فلن تجد بدءاً من تلك المقولة «قم لف كدا».. أما اخوانا في الله «الساسة» فلا يحتاجون منك لكثير الدعوات «للف كدا» ولكنهم ايضاً يدخلونك في دوامة التعجب على هذه القدرة الفائقة للتطلع فوق حدود الواقع والخيال.. «قوموا يللا لفوا كدا»..

[B]٭ آخر الكلام[/B]

أرصدوها.. تجدونها محفورة في ركن من الذاكرة.. «واقفين تحننوا وراكبين تجننوا».. «كلما نربي كتكوت يكبر يفوت».. «الجفلن خلهن أقرع الواقفات».. «انت المهم والناس جميع ما تهمني».. «الجاب لي أخبارو قال البكا أذى عيونو».. «روقوا المنقة».. «يا بت يا خرافة».. «يا زول ما عادي»..

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/SIZE][/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version