الغمة والضلمة

[CENTER][SIZE=5][B] الغمة والضلمة [/B][/SIZE][/CENTER] [JUSTIFY][SIZE=5] اعتمال الصدور الدائم يخرج بعض النفَس الحار الذي يمور كثيراً ما بين ما هو من أجل الذات، وما هو من أجل الفكرة.. أفلح أستاذ (أبو العزائم) في توصيف الحالة التي أصابته، بل أصابت معظم من شاهدوا ذلك المتنصر المرتد عن الإسلام.. فقد كانت حالة أشبه بالغمة والضلمة، ولولا العشم في أن يفيق الرجل من هذه المحنة لانتاشتنا الأسنان عضاً على شفا الحسرة.. ولا أذكر أنني يعنيني أمر شخصاً لا أعرفه ولكن للارتداد عن الدين بنداً في مجريات المعاقبة والمحاسبة والحسرة، ليس على فرد خرج من الملة بقدر ما هو الحسرة على عدم فهم الدين وقيمه واستبداله، من أجل عجز أو شلل فكري أو مادي.. لا أعرف الرجل ولا أملك أن أتدخل في خصوصياته، ولكني بإحساس العامة أحسست بشيء من الصدمة الكبرى.. فقد اعتدنا في الآونة الأخيرة أن نفجع في أشياء ومفاهيم لم نتصور أنها محلٌ للإصابة والإتيان.. فما هو الذي أفرغ فؤاد الرجل من الإيمان بهذا الدين وأخرجه إلى غيره.. تعال نقول ونفترض كل المسميات.. بدءاً من أن هناك من يعمل بجد لنشر دينه وسحب البعض من رصيد الآخر.. استغلال الظروف النفسية الدقيقة للحياة الجافة التي يعيشها البعض في ظلال اللامعين واللامساعد، وعدم غياب من يقف موقف «الوجيع».. عدم القدرة الداخلية لبعض النفوس على الثبات والتمترس خلف القواعد الإيمانية الراسخة، في ظل بعض السوالب الإحساسية من دونية واحتجاج مكتوم بالتهميش مقابل أيدي ممدودة بالمعونات، وبسط الوجه والذكاء.. هل أضاع البعض النموذج الكافلي الإسلامي، ووضع اليد على اليد، ليصبح البعض خارجاً على حوى روابط الدين.. ماذا وراء الغياب المؤثر للمعاملات الإنسانية البسيطة المترعة بالدين في مفهومه «الدين المعاملة»، هل خرجت المعاملة بين الناس من حوى الفكرة إلى التجافي «وأكل زول لنارو».. وأخشى ما أخشى أن تكون الحال المزهوة بهذه الجرأة على إعلان الارتداد مدخلاً للمحاكاة والتقليد.. وملاحة تطغيان على الإنسان ملامح النور والقبول عند الآخرين ولعدم الإيمان مسح من حزن ورتابة على الملمح تشعرها ولا تعبر عنها احتراماً لحقوق وحدود الآخرين.. لكن التعدي وصل مرحلة الاصطياد من داخل حظائر الدين والعقائد والفقه.. قد لا تكون ممن يجب عليهم تنفيذ حد الردة على الرجل، لكننا نفذنا لا إرادياً عليه حالة الإحساس بالغمة والضلمة، واسوداد اللحظة.. ترى ماذا وراء القصة بالضبط… وكيف يعيش من كان بالأمس مسلماً تحت مظلة عقيدة أخرى.. وهل وصل حال البلد إلى الخروج من الدين «ذات نفسه» وقد عرفنا مبررات الهجرات والبحث خلف أسوار الحدود.. نعم هي ظاهرة سيئة بمعنى كلمة سيئة، وإن لم تجتث ويوقف مدها، ندخل جميعنا في دائرة الاستسهال بهذا الدين العظيم.. فالذي يخرج على دينه من أي باب قابل لأي شيء ولأي مفهوم.. أين الدولة «المفلسة» من هذه الظواهر الخطيرة «هل هي في حالة إعداد لمؤتمر أو ورش أو منتدى..».. حسبنا الله ونعم الوكيل. [B]آخرالكلام..[/B]

نعم أخي لعلك تستغرب أن يرى الناس أمرك عاماً.. لأنه تجاوز الحدود المقدسة لروح الدين.. فأنت أيها الرجل الآن مقام الظاهرة «المتفلتة دينياً».. وقبل أن ينال منك البعض ما هو أصعب من الكلم.. راجع نفسك ما تكون جائر..

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/SIZE][/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version