[CENTER][SIZE=5][B] محمود عند المليك [/B][/SIZE][/CENTER]
[JUSTIFY][SIZE=5]
كثر الذين ينوحون على ضياع الشباب مستشهدون بخروجهم التلقائي لجنازة محبوبهم «محمود» وتفنن البعض في سب وشتم هؤلاء ونسوا أو ما دروا ان «محمود عبد العزيز» قام بدور فني كبير حفظ فيه الوجدان السوداني الشبابي من غزو الاغاني الاجنبية والأخرى الوافدة.. وقرعوا الشباب على تفاصيل ذلك اليوم ونسوا ان يسألوا انفسهم ماذا قدموا هم لذات الشباب.. والشاهد ان المرحوم «محمود عبد العزيز» لم يتغن يوماً بمفردة هابطة أو خادشة للحياء العام.. فصار بذلك للشباب مرفأ وجداني بل إنهم أحبوا حتى مظهره وازيائه التي يلبسها.. نعم قد تكون هناك مظاهر هيسترية قام بها الشباب في ذلك اليوم الحديث.. فقد كان مبلغ الحزن عظيماً رغم ان ذلك لا يبرر الخروج عن قواعد الذوق العام والأدب ولا نثمن مثل هذه التفلتات الفارطة.. ولكن تبقى في ذمتنا للأمانة والتاريخ ان نحفظ للراحل اثبات انه كان فنان واعي لأبعاد وتأثيرات فنه.. اضافة الى الانسان الذي يسكن بداخله وتتبدى في أعماله الخيرية و هي إن شاء الله صدقة جارية في ميزان حسناته شاء البعض أم ابى انا من نظرتي البسيطة لا أخلط ما بين خصوصيات المبدع والإبداع الذي يقدمه.. آن الآوان للرد على الذين يحاولون الإستلاب من هذا المورد والتقليل والتبخيس من شأنه.. ليس من السهل ان يحتفظ الناس بالوفاء للبعض في زمن قوتهم ومجدهم ! فكيف لوفاء جامع عند الرحيل والموت.. تداعى بلا دعوة.. مشاركة بلا نداء للحشد والتجمع.. تبقى ان نقول للذين لم يجرأوا على الحديث يوم وقفت بحري على «فد كراع» ومارست الحزن الجماعي.. «من أنتم وسط الجموع؟» وأين كنتم عندما بكت المزاد المكان والزمان دموعاً محزونة للفراق دون سخطٍ على القدر خيره وشره.. «محمود» عند المليك المقتدر.. دعو اللغو وابحثوا عن موطأ قدم لتثبتوا انكم مؤثرين مثلما كان الرجل.. فالمحبة والوفاء ليست تهب بلا تبريكات الرحمن الذي يقلب القلوب كيف شاء.. ابحثوا عن الخير في سيرته والرحمة في أعماله وتخيروا.. فمحمود نموذجاً للانسان السوداني البسيط.. راكب الركشة.. حامل المونة.. عامل الكمينة.. له الرحمة.
آخر الكلام:
هناك وجوه سودانية تحجز مكانتها في القلوب من ملامحها الأصيلة وتدعمها بعد ذلك باعمالها التي تعرف قيمتها عندما نفتقدها.. ها هو الرجل وضع بصماته وتركها لكم «مخضرة».. فما هي بصماتكم يا هؤلاء.. رحم الله محمود..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/SIZE][/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]