أنا كنت (مالي) ومال كده

[JUSTIFY]
أنا كنت (مالي) ومال كده

نحن في السودان نهوى أوطانا هذه واحدة، أما الثانية إن رحلنا بعيد نطرى خلانا، والثالثة يظهر أننا أصبحنا منكفئين على أنفسنا ونسينا العالم من حولنا، مع أننا في الستينيات من القرن الماضي كانت بناتنا تغني لكوريا البعيدة ولشباب كوريا ولهوشي منه في فيتنام ونحمل عبد الناصر فوق الأعناق وهو مهزوم إذ اخذت منه ليس غزة التي كان مؤتمنا عليها وحدها بل حتى سيناء المصرية، ووقفت قولدا مايير على ضفة القنال الشرقية، وقالت إنها قد حلت مشكلة المساكن في مصر. قبل ذلك التاريخ كان شاعر الدوبيت متابعا لما يجري في الحرب العالمية الثانية (نهدك مدفع المانيا الضرب بولندا).
مناسبة هذه الرمية هو أننا وعلى طريقة الفينا مكفينا تجاهلنا ما يجري في شمال مالي حتى بعد أن دخلته الجيوش الفرنسية وبدعم أفريقي وانتبهنا له بعد أن حملت الأخبار إلينا أن الجماعة الدينية التي هزمت في مالي كان من قوادها مجاهد الشيخ الشهير بأبي حازم السوداني، وقد نعته القاعدة في موقعها الرسمي وان تلك التي فرت من (الفرنسيس) قد جاءت لدارفور وتم استقبالها ويجري الآن توطينها على حد قول إعلام عبد الواحد محمد نور، ولا شك أن في هذا تطورا خطيرا في المسألة برمتها ولدارفور بصفة خاصة، وكان دارفور مازال في جسدها مكانا لجرح جديد.
لا بد من رجعة (حركة ورا) لإقليم الازواد الذي غزاه الفرنسيس، فهو يشتمل على شمال مالي وشمال النيجر وجنوب الجزائر (كما الأكراد تماما في آسيا حيث إنهم موزعون على العراق وإيران وسوريا)، وهذه المنطقة يسكنها الطوارق وهم عرب كان أول من سلحهم القذافي في غيبوته العروبية، وعندما تحول إلى الأفريقانية، صار عدوا لهم كما فعل تماما مع دارفور، فهؤلاء الطوارق كونوا جبهة تحرير وأعلنوا استقلالهم عن مالي، مما هدد الجزائر والنيجر، ولكن دخل عليهم أنصار الدين بأيدولوجيتهم الدينية المتطرفة، وقرر الطرفان إقامة دولة الازواد الإسلامية السلفية، فحطموا كل آثار تمبكتو الإسلامية، كما فعلت طالبان مع التماثيل البوذية في أفعانستان، ولكن اختلفت حركة التحرير مع أنصار الدين واحتربا في قاو العاصمة المنكوية فسيطر عليها أنصار الدين الذين تحالفوا فيما بعد مع حركة الجهاد وحركة التوحيد وفي رواية أخرى مع بوكو حرام النيجيرية، وأعلنوا إمارة إسلامية كاملة الدسم، وهي وحدها دار الإسلام وما عداها هي دار حرب كما فعل الإمام المهدي وخليفته عليهما السلام.
ولما وقفت مالي عاجزة وكذا الايكواس (منظمومة غرب أفريقيا) ودول الجوار تقدمت فرنسا ودفعت بجيشها جوا والقوات الأفريقية برا فسارت في إقليم الازواد كما تسير السكين في قطعة الجبن ولم يجدوا أي مقاومة، وفر أنصار وحماة الدين وهنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شعبه بانتصار جيشه للديمقراطية وكسر عظم القاعدة الإرهابية وبالطبع لم يذكر الزعيم الاشتراكي الكبير عدم التوازن بين القوتين لأنه يريد البقاء في المنطقة لزوم قصة الريدة القديمة.
هكذا العرب الطوارق والامازيغ والأفارقة من أنصار الدين يتحركون بأشواقهم الخاصة جاهلين العالم من حولهم ومتجاهلين موازين القوة لا بل مشوشين حتى في فهمهم للدين والوطنية فلماذا لا يعود الاستعمار لأفريقيا؟ وفي هذا يقول الكاتب الصحفي الغربي الأشهر توماس فريدمان أن محاربة الإرهاب أصبح دين الغرب الجديد. ويبقى السؤال هل صحيح أن الجماعة دخلوا علينا؟ نسأل كبر ولا السيسي ولا الصوارمي؟.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]

Exit mobile version