هؤلاء الذين قُتلوا بجنوب السودان داخل مسجد بعد احتمائهم به،لا يحملون سلاحاً ليقاتلوا به مع طرف ضد آخر حتى يتحملوا نتيجة ذلك،إنهم مواطنون عزل أجبرتهم ظروفهم أن يبقوا بجنوب السودان،وأجبرتهم ظروفهم كذلك أن يكونوا بالمناطق التي تقتحمها قوات مشار،هذا الإهمال الرسمي غير المبرر لأي سبب من الأسباب لا يقبل إلا تفسيراً واحداً وهو أن الإنسان لا قيمة له مهما يحدث إن تقاطعت المصالح أو لم تتقاطع فالأمر سيان،فما بين السودان وجنوب السودان أزمة مكتومة واتهامات متبادلة ولم تُبنى الثقة بعد رغم الابتسامات والعناق وحتى بعد توقيع عشرات الاتفاقيات ولا تزال الاتهامات تخرج ثم تُنفى،لكن هذا لا يُبرر بأي حال هذا الصمت تجاه الإنسان أولاً،هؤلاء الذين قُتلوا خارج السودان هم مسؤولية الدولة بالأساس كما أن لهم أسرهم التي تنتظر أن تعرف ولو معلومة واحدة بشأنهم،لكنها أخطأت حينما قررت الانتظار من الجهات الرسمية.
الأنباء تتوارد عن توغل الجيش المصري شمال السودان وأنباء عن دخوله ما يقرب الـ 11 قرية،والبرلمان يستفسر عن هذا الأمر لكنه لا يجد رداً،السؤال من تحكم هذه الحكومة،إن كان الإنسان خارج الحسابات والأرض أيضاً خارج الحسابات،وليس من مجال للجملة،الاحتفاظ بحق الرد،إن كان هناك اعتبار لإنسان البلد فالمطلوب هو توضيح للرأي العام أولاً حول كل ما يحدث بشأن بلاده وإنسان بلاده،حتى يدرك أن حكومته حريصة فعلاً حريصة على المصلحة،الصمت في هذه الحالات لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية بشكل كامل قد تكون الحكومة في غنى عنها،المواطن يريد أن يعرف.
صحيفة الجريدة
ع.ش