أحمد البلال الطيب : غلطة مشار القاتلة !

[JUSTIFY]لازالت الانباء تتوالى حول المجزرة البشرية النكراء التي ارتكبتها قوات مشار بمدينة بانتيو عامة وبمسجد المدينة خاصة وراح ضحيتها المئات من السودانيين غالبيتهم من ابناء دارفور.

وقد أوردنا بنقطة نظام سابقة تفاصيل ما حدث بالمدينة عقب إجتياحها لمدينة بانتيو واستباحتها لمسجدها وسوقها وكيف ان حكومة دولة الجنوب كانت قراءتها خاطئة مما تسبب في إزهاق ارواح المئات من المواطنين الأبرياء وغالبيتهم كانت من التجار السودانيين، حيث ان حكومة الجنوب كانت قد استبعدت وقوع أي هجوم من المتمردين على المدينة وطالبتهم بممارسة حياتهم بصورة طبيعية ونتيجة لهذا الاسترخاء وعدم التقدير السليم للموقف لم تتمكن من حماية ارواح مواطنيها والمواطنين السودانيين ببانتيو.

ولم تكن قوات مشار موفقة ابداً وهي تعلن قبل ان تتراجع لاحقاً انها لم تقتل التجار السودانيين انما استهدفت من وصفتهم (بالمرتزقة) السودانيين الذين ينتمون لحركة العدل والمساواة والذين قاتلوا ضدهم كما زعمت الى جانب قوات سلفاكير، وهذه (عذر) أقبح من (الذنب) إذ أنها لم تقتل هؤلاء الأبرياء في ارض المعركة وانما قتلتهم وهم يلتجأون لبيت من بيوت الله او داخل منازلهم او متاجرهم بصورة غير انسانية، حيث قذفتهم بالقنابل والصواريخ والأسلحة الثقيلة وهم عزل وأحرقت جثثهم والصور التي شاهدنا بعضها (مرعبة) و(مخيفة) وتؤكد وقوع جرائم حقيقية ضد الانسانية.

نقطة النظام : ولقد آن الآوان للحكومة السودانية أن تعمل على وجه السرعة لإعادة جميع السودانيين الموجودين بدولة جنوب السودان في ظل التدهور الخطير للأوضاع الأمنية هناك، وقلنا ونكرر ان الحرب الدائرة الآن بالجنوب بين فصيلي سلفاكير ومشار ستستمر لعدة سنوات ولن يكتب فيها النصر الحاسم لطرف من الطرفين وستنتهي في نهاية الأمر بتقسيم دولة الجنوب لعدة دول صغيرة ومتنافرة ومن الواضح ان السودانيين الموجودين هناك سيستهدفون من الطرفين إذ سيدعي كل طرف وقوف مجموعة منهم مع الطرف الآخر مما يؤدي لتصفيتهم بتلك الصورة البربرية التي شهدناها ببانتيو ضد التجار السودانيين الأبرياء الذين ذهبوا الى هناك تأكيداً لروابط الدم والعلاقات الازلية ومساهمة منهم في تطوير الدولة الوليدة من جانب وحياتهم التجارية الخاصة من جانب آخر فدفعوا حياتهم ثمناً لذلك دون أي ذنب ارتكبوه واذا لم يتم تدارك هذا الأمر ستستمر هذه المجازر والمذابح ضد السودانيين بصورة اكثر وابشع من التي شهدناها ببانتيو.

( الا قد بلغت اللهم فأشهد)

نقطة النظام الثانية :

ومازالت المفاوضات بأديس تراوح مكانها!

(بنقطتي نظام) أمس وأمس الأول رسمنا صورة قاتمة لمآلات جولة المفاوضات الحالية بأديس حول المنطقتين، وقلنا ونكرر ان ما ذهبنا إليه يستند على (معلومات مؤكدة) و(معطيات ماثلة) وكما أوردنا (بالأمس) فإن وقائع اليوم الاول للمفاوضات كانت بمثابة (تذكير) و(إعلان) كل طرف عن تمسكه بموقفه الذي أدى لانهيار الجولة الماضية.

واستمرت المفاوضات في يومها الثاني على ذات نهج اليوم الاول ومن خلال رد الحركة الشعبية الذي سلمته للوساطة فإنها مازالت متمسكة بموقفها السابق واصلا الحكومة على لسان رئيس وفدها وتصريحاته امس الاول فقد اكدت على مواقفها السابقة بحل قضية المنطقتين وانفاذ الاتفاقية الثلاثية حول وصول المساعدات الانسانية ووقف اطلاق النار الشامل, ولقد شهد مساء الامس اجتماعا ثانيا مطولا للوفدين ضم لجانب رئيس كل وفد، ثلاثة اعضاء وعقب نهاية اجتماع خرج رئيسا الوفدين بذات التصريحات التي تؤكد تمسك الطرفين بمواقفهما التى اوردناها اعلاه وبنقطتى نظام امس وامس الاول وبهذا تكون المفاوضات تراوح مكانها ولم تبارح حتى الان النقاط الخلافية التى ادت لانهيار الجولة السابقة وستؤدي حتما لانهيار الجولة الحالية اذا لم تحدث معجزة من السماء او ان يقدم احد الطرفين تنازلا وهو امر قد يكون فى المدي القريب «صعبا» ولكن فى المدي الطويل «لابد منه» ، ومعلومات اديس بعد منتصف ليلة امس ان الموقف المتجمد حاليا سيرفع لرئيس الوساطة امبيكى اليوم لتحديد الخطوة القادمة .

وتأكيدا (لرتابة) المفاوضات و(تجمدها) في نقاط خلافها المحفوظة تم امس عبر بعض المواقع الاسفيرية تداول انباء عن استقالة تقدم بها ياسر عرمان من الحركة بسبب خلاف في الموقف التفاوضي مع عبد العزيز الحلو، بل ذهبت تلك الانباء لأبعد من ذلك وقالت انه سيغادر أي عرمان لنيروبي، وقد اتصلت بمسؤول رفيع بالحركة وقال لي المسؤول المشار اليه انه لم يسمع بهذا الخبر إلا من خلال اتصالي وانه قبل قليل كان يتحدث مع عرمان في أمر يتعلق بالمفاوضات.

نقطة النظام :

يقيني ان واحدة من اسباب معالجاتنا الاعلامية والصحفية الخاطئة حول المفاوضات هو الجنوح (للشخصنة)، فأن يستقيل (عرمان) من رئاسة وفد الحركة او يتم اختياره رئيساً للوفد وهو ليس من ابناء المنطقتين، او ان يتولى رئاسة الوفد الحكومي السيد عمر سليمان، فهذه امور تخص الوفدين والتركيز عليها ليس له أية قيمة او مردود على المفاوضات فالقضية الآن هي (تمترس) كل طرف بموقفه وما لم تحدث تنازلات من هنا او هناك ستدور عجلة المفاوضات بذات صورتها الرتيبة الحالية.

صحيفة اخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version