عامل يتهم ضابط بتعذيبه وتسبيب العجز له بام درمان

روي عوض ناصر عبدالرحمن البالغ من العمر ( 40 ) عاماً.. قصته المؤثرة والمحزنة من حيث التفاصيل والسيناريو الذي بدأت فصوله بعد عودته من عمله في مجال البناء مباشرة حيث أنه ترجل من المركبة العامة في محطة رئيسية بمنطقة كرري للتسوق من المحلات التجارية أي أنه يقوم بشراء مستلزمات أبنائه إلي جانب والده الشيخ الكبير الذي أقعده كبر السن عن العمل وبالتالي هم جميعاً ينتظرون عائل الأسرة الأوحد بفارق الصبر لكي يتناولوا معه وجبة الغداء.. إلا أنه وفي ذلك اليوم لم يعد إليهم الأمر الذي حدا بهم البحث عنه بحثاً مضنياً شاركهم فيه بعض الأهل والجيران إلي أن تبين لهم أنه حبيس حراسة قسم شرطة (الجزيرة اسلانج) بعد أن فتح في مواجهته بلاغاً بتهمة (السكر) الشاكي فيه نظامي بأحدي القوات النظامية.
وقال : أولاً لأبد من أوضح أمراً في غاية الأهمية هو أنني متزوج ولدي ( 6 ) من الأبناء الذكور والإناث بالإضافة إلي أنني أعول والدي وهم يقيمون معي في منزلي بمنطقة كرري (خور عمر) شمال مدينة أم درمان.. بدأت قصتي منذ اللحظة التي جئت فيها من عملي بالثورة الحارة السابعة حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً وهو التوقيت الذي اعتدت في ظله شراء مستلزمات العائلة وفي ذلك اليوم فعلت ما اعتدت عليه يومياً ثم وضعت ما اشتريته بطرف أخونا ( الطيب ) بائع الخضار والفواكه ومن ثم تحركت منه ناحية المخبز فوجدت النافذة التي يباع منها للجمهور مزدحمة بالناس ومن ضمنهم كان النظامي الذي كان يرتدي زياً مدنياً وعندما وصلت الشباك ( شم ) في فمي (رائحة) فنظر إليّ نظرة اعتبرها نظرة لم ترضيني فسألته هل توجد ( حاجة )؟ فقال : ألف مليون ( حاجة ) ثم امسكني من قميصي الذي كنت ارتديه الشيء الذي جعلني اغضب منه غضباً شديداً فتناقشت معه ما قاد احد الأشخاص للتدخل وإبعادي من مكان الخلاف مسافة ثم عدت بعد ذلك إلي بائع الخضار والفواكه القريب جدا من المخبز لأخذ ما اشتريته ولكني تفأجات بالنظامي قد أستدعي لي عدداً من النظاميين الذين اعتدوا علي بالضرب أمام الناس ثم تم رفعي في العربة التي كانوا يستقلونها ثم توجهوا بي إلي الوحدة العسكرية التابع لها النظامي ومنها إلي قسم شرطة الجزيرة إسلانج الذي فتح فيه بلاغاً ضدي بتهمة ( السكر ) ليتم علي خلفية ذلك إيداعي حراسة القسم إلا أنني في اليوم التالي وجدت جسمي كله متورم بصورة مقلقة ومخيفة جداً إلي جانب أنه كان شبه محترق فأبلغت ضابط الشرطة بحالتي الصحية التي لا تسمح لي البقاء داخل الحراسة ليتم بعد ذلك إسعافي بدورية الشرطة إلي مستشفي الجزيرة اسلانج الذي استخرج لي فيه أورنيك ( 8 ) جنائي حولت بموجبه إلي حوادث مستشفي أم درمان التعليمي الذي تم فيه إجراء كل الفحوصات الطبية اللازمة ثم تم إعطائي مضادات حيوية وحبوب وأدوية فيما لوحت الطبيبة إلي أن يدي اليمني قد تتعرض للبتر في حال عدم عودتها للوضع الطبيعي كما أن الأطباء أكدوا أن الجروح يجب أن لا تشرح حتى لا يحدث لها فيما بعد ردة فعل وعندما عدت إلي المنزل بدأت المياه في جسدي تزداد بصورة غير طبيعية حتى أنني شعرت بأن جسمي متسمم الأمر الذي استدعي أخوتي إسعافي للمستشفي الذي قرر فيه الأخصائي إجراء تشريح بعد الفحص ومن ثم منحت الأدوية.
وعن الإجراءات القانونية التي اتخذها قال : قابلت وكيل النيابة وشرحت له قصتي من البداية ومن ثم فتحت بلاغ في مواجهة الضابط النظامي بقسم شرطة الحتانة.
فيما قالت ريهام عبدالوهاب زوجة المتضرر (ناصر ) : زوجي هو العائل الأوحد لنا الذي لم يعد قادراً علي العمل بعد أن تم الاعتداء عليه في ذلك اليوم كما أنه يعول والده الذي تقدمت به السن .

الخرطوم : سراج النعيم

Exit mobile version