وفي الوقت الذي يتحدث فيه السيد رئيس الجمهورية عن إعادة إعمار ابيي، لم يكن ما قاله الرئيس مجرد فكرة في البال لأبناء ابيي إنما تحولت إلى تنفيذ يستحق تسليط الضوء والإشادة به…
إن ابناء نقوك اينما كانوا وبكل إختلافات توجهاتهم الفكرية لا استطيع التقليل من شأن نيتهم في بناء منطقتهم، فهم برهنوا من قبل بأنهم قادرون على البناء والدليل على ذلك ما كان قائماً في ابيي قبل شهر مايو الماضي.فكل من زار ابيي في الفترة ما بعد إتفاقية السلام الشامل حتى مايو من العام الماضي رغم عدم وجود حكومة وإدارة للمنطقة يشهد بتفوقها على المدن المحيطة بها سواء كانت في الجنوب أو الشمال…. فقد كانت ابيي تنافس المجلد القريبة منها وتتفوق على توور اللي (المجلد في جنوب كردفان وتوور اللي في واراب).. لكن جاءت أحداث شهر مايو من العام الماضي لتهدم كل مجهودات ابناء نقوك في إعمار منطقتهم، واليوم لم يجلس ابناء ابيي دون تحرك.
والمجهود الجبار الذي اقصده اليوم والذي قلت أنه يستحق تسليط الضوء عليه هو الخطوة التي قام بها المهاجرون والمقيمون في (فنلندا)….
جمع ابناء نقوك في فنلندا تبرعات للمنطقة وارسلوا فرداً منهم، وسيكون في وقت قراءتكم هذه الكلمات بإذن الله في داخل ابيي وقد قام بشراء ادوات مدرسية لمدارس ابيي التي تدمرت في مايو الماضي بفعل فاعل….
لقد قام ابناء ابيي ببناء أكثر من اربعين مدرسة خلال الفترة السابقة منذ التوقيع على إتفاقية السلام بدون مساهمة من رئاسة الجمهورية صاحبة الولاية على المنطقة، وعندما إندلعت الأحداث في المنطقة ونزح المواطنون تم قلع ابواب وشبابيك المدارس وقد تم بيعها في اسواق معلومة…
المهم ليس موضوعنا التقصي عن الذين باعوا الأبواب والشبابيك وادوات الجلوس في المدارس التي شيدها ابناء ابيي بمساعدة من المنظمات…. لكن الإعمار الحقيقي إذا ارادت رئاسة الجمهورية تحقيقه يتحقق عندما تعرف الايدي المخربة بأنها ملحوقة مهما كانت….
نقطة مهمة كادت تفوت عليّ وهي أن صورة دارفور هي التي تسيطر على العالم، وحسب معلوماتي من الإخوة في فنلندا فقد قاموا بجمع التبرعات وساعدهم في ذلك الصليب الأحمر الفنلندي، وبعد الحصول على ما ارادوا تم تحويل التبرعات إلى منظمات يقال إنها متخصصة…لكن ماذا حدث؟.. هذه المنظمات في دارفور ولذا فكل تبرع يتم باسم اي منطقة سودانية يتم تحويلها إلى دارفور.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1138- 2009-1-13
