سؤال للشيخ عبدالحي يوسف : ماحكم الكذب علي الزوجة؟

[JUSTIFY]السؤال : السﻼم عليكم يا شيخ عبد الحي إني أحبك في الله، لديَّ مشاكل في الدراسة مما جعل زوجتي تطلب الطﻼق،
ولكي أتجنب الطﻼق كذبت عليها بأن جزء من هذه المشاكل قد حلت وهي لم تحل؛ فهل هذا الكذب يعتبر من المأذون فيه؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب : الحمد لله رب العالمين، والصﻼة والسﻼم على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السﻼم
ورحمة الله وبركاته، وأحبك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد. في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: مَا
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ فِي شَيْءٍ، إِﻻ فِي ثَﻼثٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ﻻ يَعُدُّهُ كَذِبًا :الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَزِيدُ فِي الْقَوْلِ يُرِيدُ بِهِ اﻹِصْﻼحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا . رواه مسلم؛ فﻼ حرج عليك إن شاء الله فيما قلت تطييباً لقلب الزوجة ومنعاً لفساد ذات بينكما؛ يدل على ذلك ما رواه الحميدي في مسنده عن عطاء بن يسار قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل عليَّ جناحأن أكذب علي أهلي؟ قال: ﻻ، فﻼ يحب الله الكذب، قال:يا رسول الله أستصلحها وأستطيب نفسها، قال: “ﻻ جناح
عليك ” قال الصنعاني رحمه الله تعالى في سبل السﻼم:انظر في حكمة الله ومحبته ﻻجتماع القلوب كيف حرم النميمة وهي صدق لما فيها من إفساد القلوب وتوليد العداوة والوحشة وأباح الكذب وإن كان حراما إذا كان لجمع القلوب وجلب المودة وإذهاب العداوة .ا .هــــــ وعليك يا أخي أن تنحو إلى المعاريض ففيها مندوحة عن الكذب، وقد قال اﻹمام الطبري رحمه الله تعالى:
والصواب فى ذلك قول من قال: الكذب الذى أذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم هو ما كان تعريضًا ينحو به نحو الصدق، نحو ما روي عن إبراهيم النخعى أن امرأته عاتبته فى جارية وفى يده مروحة فجعل إبراهيم النخعى يقول: اشهدوا أنها لها ويشير بالمروحة؛ فلما قامت امرأته قال: على أى شيء أشهدتكم؟ قالوا: أشهدتنا على أنها لها . قال : ألم تروني أنى أشير بالمروحة . وأما صريح الكذب فهو غير جائز ﻷحد كما قال ابن مسعود لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحريمهوالوعيد عليه .ا. هـــ
والله تعالى أعلم.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
اﻷستاذ بقسم الثقافة اﻹسﻼمية بجامعة الخرطوم
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version