تحقيقات وتقارير

الأمة وقطاع الشمال .. إتفاق تكتيكي يؤكد تنقاضات المهدي …!!


[JUSTIFY]في كل مرة يثبت زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بأنه رجل المتناقضات الأول بلا منازع ، ففي حين أنه كان رهن الاعتقال بسبب تشكيكه واتهاماته لقوات الدعم السريع والتي هي أحد أذرع القوات المسلحة بتجاوزات وانتهاكات كما يزعم ، توقع الأمينة السياسية لحزبه اتفاقاً مع الامين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان وهي ذات الحركة التي أدانها المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي بإرتكاب جرائم حرب بحق المواطنين العزل من قتل وتشريد وتنكيل وغيرها من أصناف العذاب الذي اذاقته ملشيات القطاع للمواطنين الأبرياء ، ولكن المتتبع لسيرة وعلاقة الأمة بالحركة الشعبية يجد للامام الصادق العذر في تقاربه المستمر لقطاع الشمال ولحركات دارفور المتعددة في الظاهر والباطن .

ومنتصف مايو الماضي، خرج الامام الصادق المهدي على الناس فجأة بهجوم كاسح على قوات الدعم السريع، الرجل اصر على الهجوم وقام بتكراره حتى عقب مثوله أمام نيابة أمن الدولة عندما نهض في قرية الولي بالحلاويين وأعاد ما قاله بحروف أكثر خشونة وعبارات حادة… رد الفعل جاء سريعاً باعتقال المهدي فى 17 مايو حيث مكث فى كوبر شهراً بالتمام و الكمال. الافراج عن الامام جاء إثر وساطة قامت بها بعض الشخصيات القومية وعبر إفادات جاءت فى وثيقة تلك اللجنة جاء فيها ان حديث الامام عن الدعم السريع تم بناء على شكاوي وإدعاءات ليست بالضرورة صحيحة كلها، ثم أكدت احترام الرجل للقوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى.

اهم المحطات في شهر الاعتقال كانت هي رود الفعل الضعيفة والهشة التى نظمتها اجهزة الحزب الرسمية وقادة هيئة شئون الانصار والوقفات القليلة العدد والحشد فى ميدان مسجد الامام عبد الرحمن مطالبة باطلاق سراح المهدي.. ثم وثيقة تفاهم هشة وفطيرة التكتيك وقعتها سارة نقد الله مع ياسر عرمان. سارة إبان حفل استقبال الصادق المهدي- ابتسمت وقالت إن الحكومة اطلقت سراح الصادق بسبب مذكرتها مع عرمان! كل هذا على خط الحزب، أما فى الاطار الحكومي فإن قادتها ظلوا يؤكدون ان القوات المسلحة خط أحمر وان القضية ضد الصادق قضية قانونية وستمضي الى نهاياتها.

استخدام المليشيات وتكوين الجماعات المسلحة والعصابات لتحقيق مقاصد وأهداف سياسية، فللصادق المهدي فيها(السبق)، فالجبهة الوطنية التي كان يقودها الصادق المهدي بمعية الإخوان المسلمين والاتحاديين هي التي غزت الخرطوم في عام 1976م وفشلت في مسعاها وما خلفت غير القتل والتخريب.

وبمجيء الإنقاذ عام 1989م خرج الصادق المهدي وكون جيش الأمة، وقامت هذه القوات باعتداءات متكررة على الطريق القومي، ونهبت عربات مدنية وأموال وفجرت الخط الناقل للبترول مرات عدة.

والصادق المهدي هو الذي قدم جون قرنق في أول سني تمرده لمعمر القذافي وقال له إنه أي قرنق (وحدوي) وهذه كلمة السر عند أمين الوحدة ففتح مخازن السلاح الليبي لتمرد قرنق، الذي عاث في الأرض فساداً بذلك السلاح، و لو لا الصادق المهدي لما كان .

أما البلاغات (المدعاة )، فهي بلاغات عن حالات اعتداء ونهب، ولكنها ليست ضد قوات الدعم السريع بالنص، فأما النهب والاعتداء فهو سمة من سمات المجتمعات التي تجتاحها الحروب وتتناوشها الصراعات، لأن وحوش الأنفس قد فكت من عقال الدين، والأخلاق، والقانون، ولذلك تبقى هذه البلاغات تترى إلى أن يغيض الله لدارفور سلاماً تستريح في ظلاله من عناء الصراع، أما حكايات الحوار والتصالح وبيئة الوفاق الوطني، فهي لا تجيز لأحد أن يرتكب(الموبقات) ويطعن في ظهر القوات المسلحة والقوات الساندة لها عملياتياً، ثم يتعامى الناس ويخرسوا عن قول الحق تجاوزاً وطمعاً في نتائج الحوار.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]