منوعات

نجوم لا تأفل ((فاطمة الحاج..قصة مطربة كانت تمنح الأغنيات الألق.!))


[JUSTIFY] تعتبر رائدة من رائدات الغناء السوداني وإحدى مطربات الزمن الجميل اللاتي أحدثن نقلة نوعية في تاريخ الأغنية السودانية خاصة وهي تغني وبكل براعة بين السلم الخماسي والسباعي وذلك لتأثرها الإيجابي بمدارس شرقية مختلفة، جاءت فاطمة الحاج بملامحها الريفية الجميلة والوجه المشلخ بصورة زادتها ألقاً وجمالاً من قرية (سفيطة تيراب) ريفي رفاعة إلى العاصمة القومية في عام 1946م في معبة طلبة مدرسة (بابكر بدري الأولية للبنات) برفاعة لدى زيارتهن للعاصمة وكانت تقدم الأناشيد المدرسية بصورة جميلة ورائعة فلفتت نظر الشاعر الكبير عمر البنا فذهب إلى أهلها وقابل ناظر الشكرية وأخبرهم بموهبة ابنتهم الفذة وعرض عليهم مساعدتها وتقديم يد العون إليها لتتطور بصورة أكبر وكان زعيم الشكرية رجلاً متفهمًا ومثقفاً وواعياً برسالة الفن فوافق.
(2)
جاءت فاطمه الخرطوم تسبقها موهبة فذة وإبداع لا مثيل له فسمحت لها موهبتها الفذة بملاقاة عمالقة وأساتذة كبار في مجال الفن، والشعر والتلحين أمثال أحمد مرجان وأحمد زاهر من الملحنين وعلاء الدين حمزة من الموسيقيين والشاعر بشير محسن الذي شكل ثنائية رائعة مع الفلاتية ، ورائد المدرسة الوترية الحديثة الفنان عبد الحميد يوسف الذي تعامل معها في أغنية (لاقيتو باسم) كما شكلت فاطمة ثنائية رائعة مع الشاعرعوض جبريل الذي كان مغنياً في ذلك الوقت وصادفته في إحدى حفلاته وغنت معه فأعجب بصوتها وتبناها وقدم لها معظم أغانيها في تعامل وصل إلى ما يزيد عن العشرين أغنية يضيق المجال عن ذكرها ولكن منها (لي حبيب شاغل بالي) و(أستحق صدك) وقال إن فاطمة وضعته بصوتها الطروب مع عمالقة الشعراء.
(3)
وكانت ممارسة فاطمة للفن هواية فقط، فقد كانت تعمل ممرضة بمستشفى الخرطوم وتمارس الفن في أوقات فراغها ولكن كان سبب بزوغ نجمها بصورة أسرع من رفيقاتها اللائي سبقنها في المجال هو مجرد حظ لانها وجدت العمالقة عبد الحميد يوسف وعلاء الدين حمزة و احمد زاهر واحمد مرجان وبشير محسن فأخذوا بيدها مباشرة الى الاذاعة عكس الفلاتية وفاطمة خميس ومهلة العبادية اللائي بدأن الغناء من بيوت الاعراس كما غنت فاطمة اغنية الشفيع (حبيتو ماحباني) فأعجب بها لدرجه انه اهداها لها.
(4)
كانت فاطمة صاحبة نكتة وسريعة البديهة فذهبت يوما إلى مدير الاذاعة فقالت له (اليومين ديل مابتبثوا اغنياتي مالكم؟ فقال لها بثيناها الساعة عشرة…فقالت له حرام عليك تجيب أغنياتي زمن الرجال في الشّغل والنسوان في التّكل)، وفي بداية الستينيات وضعت فاطمه ذهبها واساورها للفنانين واقترحت عليهم ان يبيعوها ويبنوا داراً يجمعهم ولكن المنية كانت اسرع منها فقد مرضت مرضاً شديداً وتوفت إلى رحمة مولاها في عام1964م وشيعها وزير الثقافة في ايام حكومة عبود الجنرال محمد طلعت فريد بالاسعاف حتى اوصلها الي اهلها وذويها بقرية (سفيطة تيراب).

صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]