فدوى موسى

قد نختلف!


[JUSTIFY]
قد نختلف!

إن طال الحب كل جدران الشغاف وسكن كل الأذينات.. قد نختلف عند محطة الإحساس العام.. حبيبي لا ألومك إن أعلنت عليّ المخاصمة وانتهرتني عند الموقف حول ما يجري من حولنا الآن.. أنت ترى أن هجرة التعاطي مع الواقع الردي هي الحل، وأنا أرى أن تأتي من جوف الواقع المأزوم تحمل شمعة لعل وعسى مسارب الطريق تستبين، والمعالم تعطي مؤشرات الضوء المأمول أفضل مئة مرة من الإنزواء.. أنا لست سلبية كما أنني لست قاصرة عن فهم ما يدور.. لعل اختلافنا عند ملتقى هذه الشعاب اتفاق على حب الوطن.. فكلنا يهوى ويعشق الأرض والعرض والناس على طريقته الخاصة، فإن انزويت أنت معرباً عن أسفك لما يدور ويحدث، أطلبك أن تأتيني بنموذج إنساني لواقع الإنسانية الفاصلة.. أنا أكثر منك حزناً للحال والمآل، ولكني مدفوعة بنبض دواخلي أن أوزن الموقف ما بين العقل والقلب والوطن وأنت.. أعذرك إن وقفت أمامي عاجزاً إلا من فرضية الابتعاد عني وعن الشأن العام، فهذا تقديرك الخاص وإن أختلفت معك فذلك لا ينقص من ودنا قضية.. لأن الذي يجمعنا دائماً ينتصر على ما يفرق، وإن كان جوهر الحدث وعمقه.. حبيبي لك مطلق الحرية أن تغيب عن مشاعر الناس وهم يجدون عندك بعض الملاذ، ويخرجون عبرك متنفس الضيق.. لا يهمك الآن إلا أن تسجل انتصاراً شخصياً على حاجة عامة ملحة مفادها أنك قد تعطي البعض ضوءاً أخضر للعبور وأحمر للوقوف دون التعدي والتجاوز.. حبيبي دعني أعبر لك صراحة عن أن موقفك هذا يخصك وحدك دون السائرة والسابلة.. فأنا في محطات معينة عندك أستوى مع الآخرين لا أطولهم ولا أتقاصر عنهم.. وفي ذات اللحظة تستوي أنت عندي مثلهم، لأن المعايرة والمقايسة بيننا مكانها القصي الغائر عند القلب (الجواني).. المهم سيدي افتقدك في عموم فكرك وذهنك ورهائن الواقع .. إذن عد إلينا حاملاً بعض عصاراتك المطلوبة عند الأزمات.

أرضية التفاهم:

شباب السودان رائع بكل مقاييسه.. ليس لأن معظمهم الآن خارج إطار المعارضة أو الحكومة.. بل لأنهم الآن كتلة شبابية اليكترونية تتواصل عبر الحداثة.. بل لأنهم الآن يرسمون مساراً خارج الإطار المتعارف عليه.. إنهم أبناؤنا وبناتنا شباب الفيس بوك والتويتر والواتساب. الذين دائماً خارج حسابات (المذكوران أعلاه).. ليسوا لأنهم حالمون وبعيدون عن الواقع.. بل لأنهم الآن يبنون أرضيتهم الثابتة وعلى الآخرين التوصل للتفاهم مع أرضيتهم الجديدة (ابنتي) حبيبتي من هذا الجيل أسعى جاهدة أن أصنع لي معها أرضية ممكنة أحفظ فيها إطار التآلف والتنقل السلس للأجيال.. حتماً لن تكون مثلي في نظرتها للأشياء، ولن تحب مثلي الكسرة والويكة، ربما لأنها تعرف وتأكل (أشياء أخرى) يسهل على جيلها هضمها ولا يمن عليها بها أحد.

آخر الكلام:

لابد من إيجاد مساحة لشباب السودان في أجندات الواقع حكومة ومعارضة.. ليس بفهم القدامة بل بفهم وروح الحداثة.. فقد مل الشباب الاستعلاء الذي يمارسه البعض تحت بند الوصاية والخبرة والوهم و إفتراض الرسالية.. أفتحوا نوافذ الشباب في الحلة والحارة والقرية تشوفوا العجب والعجب حبيبي..

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]