فدوى موسى

خلت الشوارع


[JUSTIFY]
خلت الشوارع

الحافلة تعبر بي المحطات المعتادة.. وجوفها.. يبدو كأنه قد فرغ من السكان الأصليين ولم يسكن إليه إلا بعض المقيمين بالمنطقة من دول الجوار.. واليوم هو الكائن الأول بعد هدوء الأحوال من بعد أحداث الاحتجاجات التي أختلط أمرها بالتخريب وضاعت معالم الاحتجاج السلمي في زحمة الطرف الثالث.. وهوأن الدموم وما تفصيل هذا السكون العجيب بعد الحراك المحموم لأول مرة يسهل علي أن أجد معقداً داخل الحافلة المنتقلة من منطقة أقامتي بسهولة ويسر.. وذهني يسألني(أين الناس.. أي أين المواطنين .. هل اليوم إجازة؟.. مالي أنا الوحيدة الأصيلة داخل المركبة و الأصيلة هنا تقريباً بمعنى أنني الراكبة السودانية إضافة لسائق العربة والكسماري).. وحولي يتوهط الإخوة المقيمين من دول الجوار في المركبة حتى ظننت أنني في دولة الجوار… لا عليكم ساد هدوء غريب الشوارع بعد الأحداث الإحتجاجية وبدت العاصمة كأنها خائفة ومتوجسة.. والناس محجمون عن الخروج على خلفية أن هناك(طرف ما) يقتل الناس دون جريرة.. والأصل أن الفراغ الذي أحدثه الغياب الرسمي من المواقع الاستراتيجية حمايةً وحفاظاً خلق إحساس عام سالب بأن المواطن مسؤول عن نفسه حماية وأمناً.. إذن الخوف وحده هو الذي حدى بإحجام المواطنين في العاصمة عن الخروج للنشاط المعتاد وبات في النفوس شيء من حتى.. وبات المحل على ما يشاع من قصص.. ولعبت الإشاعات دوراً كبيراً في الأمر على ما يشاع من أفق المسامع مقدمات للونسات مثل(قال ليك يازول).. وهذه القال ليك تحوي في جوفها الكثير المثير.. الخطر.. ولأن الخطاب الرسمي وصف الحالة بوجود(طرف لا يعرفه..! استغل الظرف) شاع بين المصدقين)إن كانت الحكومة ما عارفاهو.. نحنا مع شنو؟ .. تعديات الأحداث كبيرة.. واحتشادات الداخل أكبر من أن تزول في يوم أو يومين.. المهم إن لم يكن حبل التأني والتعمق للمشهد العام كبيراً وبحدود مفتوحة فإن الحصيلة النهائية هي عدم التحسب لما هو أعمق وأكبر وأصعب من مآل.

قشور وسطحية!:

(صديقتي) التي تنظر للأمور بسطحية شديدة تقول لي «أها الموضوع مر وعدى والناس رجعت زي قبل رفع الدعم.. الناس هنا نفسها قصير وما بتجرها للنهاية» أقول لها يا صديقة«الموضوع أكبر من مرور يوم أو يومين لأن الروح التي زهقت عزيزة جداً على السودان.. ما أعتمل في الصدور لا يعلمه إلا الخبير.. إذن لم يمر الأمر مرور الكرام فمازال هنا شيء ما.. الأيام وحدها هي التي تقول معالمه وخفاياه وخطواته».. أي طرف من الأطراف ينظر لهذا الموضوع بسطحية يجد أنه قد أخطأ بفداحة.. ولا يكفي دليلاً أن ترى السكون ا لذي قد تعقبه عاصفة أو لا تعقبه إلا حالة همود احتجاجي.. فالصمت والهدوء أيضاً احتجاجات سلمية هادئة وربما كان الهدر والعنف الهدوء.

آخر الكلام:

تمور في دواخل الناس تفاصيل كثيرة تجعلهم إما في حالة هدوء تام.. أو حالة عصف وزهج ومبالاة حد اللامبالاة.. لا تعصروا عليهم حد فك المرونة.. ولا تفكوهم بلا سند.. فيطير(الياي) أبعد من مساعد (الياي)..

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]