داليا الياس

الحجاج الكرام.. ومأساة كل عام!!


[JUSTIFY]
الحجاج الكرام.. ومأساة كل عام!!

# الحكاية ذاتها.. بتفاصيلها المحزنة.. ورتابتها الممجوجة.. ومخلفاتها النفسية السيئة.. وأبعادها الحضارية المتراجعة.. وانطباعاتها السالبة التي تخلفها في نفوس أهل الداخل والخارج!!

تفاصيل الأزمة السودانية للحجيج الكرام في كل عام.. التي كتبنا عنها مراراً وتكراراً.. وتباحثنا مع أهل الشأن وسمعنا الوعود البراقة المطمئنة.. ولا يعنينا هنا الفرق المهني ما بين الطيران المدني والناقل الوطني.. ولا يعني المواطن أن (سودانير) – المااا بتكسب فيه خير – لا علاقة لها بمطار الخرطوم الدولي سوى أنها واحدة من شركات الطيران.. فبالأخير النتيجة دائماً صفر كبير.. نضعه باطمئنان كنتيجة حتمية لسوء التنظيم والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن وتبادر لإفساد حجهم الميمون بما تخلفه داخلهم من حنق وغضب قد يتمرد على الروحانيات التي ملأت وجدانهم، فيبدأون تفريغ تلك الشحنات السالبة بأشكال مختلفة قد لا تكون على الإطلاق في صالح هدفهم النبيل من تلك الحجة.

# فحتى متى سيستمر هذا السيناريو القبيح والمقرف؟ حتى متى سيظل الحجاج السودانيون متكدسين في مطارات المملكة العربية السعودية تحت رحمة ما يعرف تجاوزاً بالناقل الوطني بينما يمكننا عملياً نزع هذا اللقب الفخيم ومنحه طواعيةً للعزيزة الركشة!!

وأرجو الا تعلقوا لي أعذاركم الواهية أيها المعنيون بالأمر- في شماعة الحصار الاقتصادي المتهالكة.. فقد ناءت. ولا تتبرروا لي فشلكم المتكرر بحجج غير منطقية ولا مقبولة مثلما تفعلون في كل عام.. ولا تتهموني بالتحامل والمبالغة.. فالشاهد أن ما سمعته من حكايات مدهشة من أفواه العديد من الحجاج يندي له الجبين.

فحيناً تقومون بنقل الحجيج الأفارقة على حساب السوادنة سعياً وراء حفنة من الدولارات ودون توفيق للأوضاع.. وحيناً يتسبب مجرد (صقر) محلق في الجو.. أو (لودر) قابع على أرضية المطار في تعطيل (أسطولكم) الكريم فيدفع أولئك المساكون ثمن القصور المريع في عدد الطائرات التي تملكونها أو تستأجرونها من وقته وأعصابه وراحته!!

# هل شعرتم يوماً بالحرج وعذاب الضمير؟ هل فكرتم جدياً في الانسحاب من هذه المهمة النبيلة وتنازلتم عن نقل الحجاج طوعاً حفظاً لماء وجهكم ورحمةً بهم؟.. هل فكرتم في فتح باب الخيارات أمامهم ليسافروا لأداء هذه الشعيرة العظيمة على أي خطوط يختارونها حسب مزاجهم وبما يلائم أوضاعهم دون أن تتصدوا للأمر وفق قرار رسمي غريب يلزمهم فقط باستخدام الناقل الوطني السوداني أوالسعودي فقط، فتكون النتيجة المزيد من الحرج وتردي الخدمات والانعكاسات والنتائج السيئة؟!

إن مأساة الحج المروعة رسخت في أذهان الجميع وأصبحت حكايات تروى.. لا تقتصر فقط على تردي خدمات (سودانير) وتأخيرها المتواصل ولجوئها أحياناً للفصل بين الراكب وممتلكاته فتكون النتيجة الأخيرة مزيداً من الأعباء (والمساسقة) من وإلى المطار في انتظار مقتنياته وجدها بعد ذلك أو لم يجدها.. ولكن الأزمة تمتد لأصحاب الوكالات الذين يمثل عملهم أحياناً عمليات نصب متكاملة، إذ ينفق الحاج مالاً مضاعفاً في سبيل أن يحج حجاً سياحياً مريحاً فينتهي به الأمر معدماً من مقتنياته وقد ذهب ماله أدراج الريح ولا يحصل على أي ميزات سوى (التلتلة) والانتظار بينما صاحب الوكالة (لا يمكن الوصول إليه)!!

بالله عليكم كيف نريدهم أن يعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم ومثل هذه الوقائع يشيب لها الولدان؟!.. ثم تخرج عليك الجهات الرسمية المعنية بالحج والعمرة تتشدق بنجاح الموسم وجودة الخدمات ورضا الحجاج!! أي رضا وأي نجاح.. وأي كسب وأي فلاح؟ وماذا يعنينا كرمتم غمام الحرم المكي أم لم تكرموه؟.. الرجل غني عن تكريمكم وهداياكم وتظاهراتكم الإعلانية، هو خطيب وإمام المسجد الحرام وهذا يكفيه فخراً وثواباً.. ولكن عليكم أن تعنوا أكثر بهؤلاء المساكين الساعين إلى الله طلباً لتوبةٍ نصوح وثواب عظيم وقلوبهم متعلقة بالجنة على أمل أن ينعموا بعدالة السماء وبحياة كريمة تعوضهم عن معاناتهم كمعذبين في الأرض.

#تلويح:

حج مبرور.. وذنب مغفور.. ومعاناة.. في ميزان الحسنات.. أصلح الله أمر سودانير.. وكتب للجميع الخير.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. سلام عليكم
    واستغفر الله لي ولكم
    ما في داعي الواحد يحلف…
    أول مرة في تاريخ البشرية تكون هناك دولة خاصة (قطاع خاص) جهارا نهارا