داليا الياس

حنين


[JUSTIFY]
حنين

# لم تعد رسائلي إليك أوراقاً مسافرة، يتقاذفها سعاة البريد من كيس إلى حقيبة.. ومن صندوق إلى آخر.. ومن مدينة إلى مدينة، لم تعد سراً أخبئه بين طيات كتابي المدرسي.. أفتحه خلسة بدعوى المذاكرة.. ويرافقني طوال العام الدراسي لينتهي إلى أقصي خزانة ملابسي مع بداية الإجازة الصيفية وبعد أن أبلل أسطره بدموع الشوق والفراق في ليلة صيف قاسية الحرارة لم يعاودني بها نسيم همساتك في مناجاة شوق رددناها يوماً في لحظة صفاء ونحن متباعدين في حياء كل أمام داره نستمتع بذلك الجوار المقدس.. لأعود إلى فراشي مفعمة بالسعادة، فيعاودني طيفك البسام مردداً اسمي خواطره ليظللني غيم هواك ويبللني رذاذ غيثك، فتخضر من وقعه أرض نقية الثرى تصون الود في الغياب والحضور.
# الآن.. أصبحت رسائلهم الكترونية.. حروفها متشابهة.. وكلماتها متشابهة.. ومعانيها باهتة.. وتأثيرها بارد.. وعواطفها مصنوعة. يكتبها أحدهم للعديد من النساء في حياته.. وتعبث بها أخرى مع كل الرجال في حياته.. ألا رحم الله طابع البريد الذي لا يعرفونه.. وختم (البوستة) التي لم يرتادوها.. والحب القديم الذي لم يعيشوا حلاوته ومعاناته.
# وما بين الماضي الحميم والحاضر المتطور كيف تريدني أن أكتب لك رسائلي الحديثة؟ فساعي البريد لم يعد يرتاد حيّنا.. والرسائل المعلبة هذه لا ترضي طموحي فأنا أريدك أن تغازل خط يدي أو تنتقده كما عودتني.. أريدك أن تعمل عقلك في استنتاج كلمة ما استعصت عليك لتختبر مدى تواصلنا الروحي.. أريدك أن تفهم عتابي كلما كتبت لك بالقلم الأسود.. وتدرك رضاي وحبي كلما كتبت لك بالقلم الأحمر.. وتستشعر حنيني في القلم الأخضر.. بالمناسبة هل لا تزال هناك أقلام ملونة؟ وفيم تستخدم؟
وقل لي بربك كيف أكتب حنيني إليك في هذا المساء؟ وبأي وسيلة أبعثه، فيصلك دافئاً طازجاً كما هو؟ فيرف بين يديك كعصفور صغير.. وتحوطه لهفتك من كل الجهات.. وتسعر عليه عيناك، فيبدد عنك وجع الاغتراب.. ويدلف بك إلى عالم لا تحدده حدود جغرافية منسوج من روح الكلمات وخيوط الصدق والعواطف النبيلة.. تغتسل فيه من غبار رهقك ومعاناتك برذاذ إخلاصي وترقبي.. حتى تعود ومعك تلك الأماني في لحظة ندية ريانة الثواني محملاً بالخير والخيرات لتفتح باب الوصال على مصراعيه، وتغلق باب الحنين ليصبح في سفر الأيام ذكرى بين أضابير قصائدي ربما تتغنى بها ألسنة الأيام، ذات يوم.
#هكذا يشتد حنين الاغتراب.. ويتمدد ليل الغربة والبعاد في أعمارنا القصيرة وإن طالت.. تغادر الأشواق حنايانا وتسافر إلى ديار المحبوب في مضارب أخرى قاطعةً أودية الصبر بعد أن شحت الأرض وتناثر العشاق بين منحنيات المراعي سعياً وراء الرزق الذي يقي مغبة البعاد.. فلا يعد ثمة أنيس يؤنس.. أو همسة حب تدفئ رتابة الأحيان.. إلا أن يعود الأريج إلى الأزاهير الذابلة.. وتأخذني إلى دنياك، فيعطر عبيرها الزوايا ويبدأ الكرنفال.
وحتى ذلكم الحين المأمول.. لك الود والحب والتوق والشوق والصدق والنجوى.. حين يعز التلاقي وتتزاور ضمائر الأطياف.. لك المن والسلوى والرزق الوفير والخير العميم والمال الحلال بحق رب العزة الذي أستودعتك إياه ولن يخذلني بأذنه.. لك دعواتي، وأمنياتي، وتحياتي، ولك.. أنا.

*تلويح: صباح الخير.. صباح الإحساس والطيبة.. صباح الحنين الذي لا يهدأ.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. [B][SIZE=6]والله يا داليا مستوى كتاباتك لايرقى اطلاقا لمستوى تخصيص عمود في صحيفة يومية ..وما تكتبينه من كلمات لا تصل لمقام الشعر ناهيك عن اصدار ديوان..انها كتابات مدرسية ولكنها المجاملة في زمن تطاول الاقزا[/SIZE][/B]م