جعفر عباس

الحمار التركي أفضل من الثور اليمني


الحمار التركي أفضل من الثور اليمني

في ذاكرتي حكاية ثور أثبت انه حيوان بمعنى الكلمة، بدليل أنه مارس نشاطا إرهابيا أمام مبنى البرلمان اليمني، فقبل سنوات قليلة (المصدر أرشيفي من القصاصات الصحفية) اصطحب نفر من عشيرة «بيت معياد» الثور الى البرلمان لذبحه هناك، ويفترض ان الثور يعرف ان مصيره السكين طال الزمن أو قصر، ولكن ذلك الثور بالذات نسي كل ذلك، بل نسي القوم الذين ربوه وأطعموه فتكرش وترهل، حتى نفرت منه الأبقار التي كانت تشاركه الحظيرة فحتى المواشي والبهائم صارت مهووسة بالرشاقة. الجماعة كانوا يعتبرون أنفسهم أصحاب قضية، وزعموا أن أمانة العاصمة صنعاء صادرت أراضي تخصهم، وجاءوا بالثور ليذبحوه في مدخل البرلمان لـ«يحننوا» قلب نواب الشعب، (إذا أردت أن تسمي ذلك رشوة أو مشروع رشوة فأنت حر.. أنا شخصيا لم أقل ذلك) وما ان شرعوا في إنزال الثور من الشاحنة حتى انفلت هاربا، ولم يتصرف بشكل متحضر كأن يلجأ مثلا الى سفارة غربية لنيل اللجوء السياسي، بزعم انه مهدد بالتصفية الجسدية، وكان بإمكانه ان يلجأ الى مبنى البرلمان نفسه طالبا الحصانة ضد الذبح، ولكنه تصرف كثور ابن بقرة، وهجم على حارس بوابة البرلمان، وصرعه وعرج على موظف في البرلمان وجندله.. وبعد هذا اقتحم فناء المبنى وظل يركض فيه وكأنه من شبيحة فشار سوريا الذي هو أسد على الشعب وعلى إسرائيل نعامة.. (بالمناسبة هل انتبهتم إلى أن عنق فشار هذا مثل عنق النعامة من حيث الطول والسُّمك؟).
ولو وقف العبث «الثوري» عند ذلك الحد لوجدنا له العذر، ولكن الثور تخلى عن ابسط مقتضيات الأدب وهجم على امرأة وبعجها ونطحها وبطحها.. وليتها كانت امرأة عربية! فالنساء العربيات معتادات على تلقي نطاح الثيران والكباش والتيوس! كانت امرأة روسية… يعني من جماعة فلادمير بوتن الذي عاير المسلمين بأنهم يختنون الذكور.. واليمن متهم لدى الغرب بأنه مصنع لتفريخ الإرهاب وملاذ للإرهابيين.. وفي ظروف كهذه أتى ذلك الثور الجاهل الأمي ليغدر بحسناء روسية، فأصبحت التهمة «لابسة» في اليمن، وليس من المستبعد ان يشترك بوتن وأوباما في اعادة رسم خريطة طريق لحلّ مشكلات الشرق الأوسط يمر بصعدة وعدن، (والرجلان برغم كل مزاعمهما عن اهتمامات مشتركة لرسم طريق جديد للعالم المعاصر سيبقيان قاطعي طريق فكل ما نسمعه عنهما في افغانستان والشيشان ولبنان وام درمان وليليان يتعلق بطاخ طراخ). وما حدث في تركيا قبل حين من الدهر مؤشر الى ان كهنة النظام العالمي الجديد لن يسكتوا عن الثور اليمني، فتركيا ظلت طوال نحو ما يربو على العشرين عاما تمارس البلبصة والبكش مع الدول الغربية وتنزع هدومها الشرقية حتى تدخل حظيرة الاتحاد الاوروبي، بدرجة ان اكبر حزب إسلامي فيها أعلن بقوة تمسّكه بدستور البلاد العلماني.. وفي بلد كهذا قام حمار ابن أتان (يعني حمار أبا عن جد) برفس عدد من المواطنين وعضّ بعض السياح، ومن دون تردد أصدر مدير البلدية المعني حكما بإعدام الحمار.. هكذا يكون الحزم والدفاع عن حقوق الإنسان!! وكان الحمار التركي أسعد حظا من الثور اليمني فقد افتدته الممثلة الفرنسية العجفاء الشمطاء الحيزبون الدردبيس برجيت بادرو (رغم أنها أصغر من صباح الشحرورة بنحو عشرين عاما!) وحصلت له على لجوء سياسي في فرنسا!

زاوية غائمة: اخبار الخليج [/SIZE][/CENTER]