د/ عادل الصادق المكي

ذكرى وفاة السودان


[JUSTIFY]
ذكرى وفاة السودان

نكتة قديمة.. كان واحد سوداني في الخمسينات.. مشى زيارة لمصر.. وطلعت مظاهرة تنادي.. بوحدة مصر للسودان.. أيام التسويق للوحدة بين البلدين.. وكان شعار المظاهرة (مصر والسودان حتة واحدة).. هذا السوداني المتحمس للوحدة.. كان في قلب المظاهرة.. ويهتف بكل احاسيسو.. (مصر والسودان حتة واحدة).. في اثناء المظاهرة.. نشلوهو.. قدر القريشات العندو.. بعد مسافة.. اكتشف انو اتنشل.. فاخذ يصيح باعلى صوته عاكسا الشعار (مصر والسودان مليون حته).. ويمكن كان بيداعي في مصر والسودان انو ربنا يفرتقن بقدر حروف اسم كل دولة.. كل حرف يبقى دولة براهو.. يعني مصر تبقى تلاتة دول.. والسودان يبقى سبع دول.. وأخاف أن يكون ليس بين الله ودعوة المنشول حجاب.. وتبقى الحكاية ماشة في اتجاه المليون حتة.. للاسف الشديد منذ إعلان الاستقلال في العام 56.. وكل سنة مصر والسودان ماشات لي ورا.. والسودان ماشي بسرعة ثابتة.. لي ورا.. أما مصر في السنوات الأخيرة.. بدت سرعة حركة ورا تتسارع.. منذ أن وقعت في شرك اكذوبة الربيع العربي.. وتراها حسي تلاوي.. دايرة تقيف على حيلها.. وتتفكفك من الشرك.. أما نحن من قلنا أهلا يا استقلال.. سنتين انقلاب عبود.. ثورة اكتوبر.. انقلاب نميري.. انتفاضة.. الإنقاذ.. ما قلنا احي يا العافية.. حرب في الجنوب.. ثم تمدد سرطان الحرب الأهلية إلى دارفور.. النيل الأزرق.. جنوب كردفان.. انفصال الجنوب.. والإحباطات تصيبنا جيل بعد جيل.. نحن محتاجين نكون واضحين مع بعض.. ومع نفسونا.. نحن مالانا؟.. النصيبة الباقية علينا شنو؟.. لي شنو ما قادرين ندير بلدنا؟.. بنتحارب ونتكاتل في شنو؟.. وليه كل زول بيفكر يحكم ويسيطر علي البلد.. بدون ما يفكر في البلد الداير يحكمها دي؟.. وكل ما يحكمنا زول.. الما راضين عنو يحاولو يكسروهو .. بطريقة شمشون (عليّ وعلي أعدائي).. قصر نظر.. حتى طريقة الاحتجاجات.. فيها سلوك شمشوني.. الناس ما شايفة الاحتجاجات في الدول المتقدمة.؟.. ما بيكسرو أي شي.. ما بيخربو.. حتى المكاسب السياسية للحكام المبنية على الإنجازات.. تطلع لينا انجازات ناقصة و(مجوبعة).. سعيا ورا المكسب السياسي القصير الامد.. وسياسية الخيار والفقوس.. حتى اصبحت بعض الشعارات (خيار من خيار).. اقصاء لباقي الناس.. واهتمام ببعض الآلاف من المواطنين.. أما الباقين.. خليهم ياكلو نارهم.. وإن لقو نضمهم دا غلط و دايرين يغيرو سياستهم البعض الاف ديل ح يزعلو ويتحرقو.. . .مع مرور الزمن وتعود الدلع يعتبر هؤلاء الالاف انهم .. طينة تانية مختلفة عن باقي الكرور.. اللافي دا.. وأي محاولة للانتقاص من مميازتهم.. ما بيرضو فيهو ويمكن يقاومو ويلبسو توب النضال.. (مسكين النضال دا) والواحد فيهم يقعد ينضم وينضم ويصل ليك انو الحزب أو الثورة حادت عن مبادئيها.. والحقيقة هي حادت عن مصالحه الشخصية.. لكن من الحكمة ومن المصلحة الاحتفاظ بالوطن وإرضاء الملايين.. والتضحية بالاليفات دي.. ويزعلو كان زعلانين.. الخلاصة نحن عشان نحتفل فعلا بالاستقلال.. دايرين نبدأ من الصفر.. نعتبر انو استقلالنا اخدناهو الليلة.. ونخلي البنسوي فيهو دا.. عشان ما يجي يوم بدل الاحتفال بالاستقلال نحتفل بذكرى وفاة السودان و نمنّح:-
كان مع الاحباب نجمو شارق
مالو والأفلاك في ظلام؟

الباب البجيب الريح: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]