رياضية

محمد علي التوم من الله: ثوراة الجليد العربي.. وكسِّير التَّلج في الخرطوم!!


كتب الدكتور محمد عبد الغني سعودي الأستاذ بقسم الجغرافيا جامعة الكويت مقالاً بمجلة العربي بتاريخ مارس2891م عنوانه: (هل نحن مقبلون على عصر جليدي)؟.. وهذا المقال بقراءته بواقع اليوم يبدو طريفاً، حيث جاءت مقدمته:
> «بينما نستمتع نحن بشتاء دافئ وشمس مشرقة في وطننا العربي، نجد وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة مرئية ومسموعة، تبُث أخبار موجات قاسية من البرد وعواصف ثلجية وريح صرصر عاتية تقذف بأمواج البحرالمدمِّرة الى شواطئ القارة الأوروبية وكندا والنصف الشمالي من الولايات المتحدة الأمريكية».
> والدكتور محمد عبد الغني لم يكن بطبيعة الحال آنذاك ليتصوَّر أن المناخ السياسي والمناخ الطبيعي على وجه الكرة الأرضية، سيتغير كثيراً بالوطن العربي في الألفية الثالثة. أي بعد عشرين عاماً من مقاله. فالمناخ السياسي في الوطن العربي ها قد هبت عليه هو أيضاً في 1102م نسمات الربيع العربي التي سرعان ما انقلبت بعد عامين فقط الى عواصف وزلازل ورياح وتسونامي طال معظم أرجاء الوطن العربي سياسياً وغيَّر كثيراً من خارطته السياسية من ربيع الى صقيع أو جحيم عربي. وفي نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام، تضامن المناخان الطبيعي والسياسي، فبدت ظواهر مناخية طبيعية قاسية في منطقة الشام والأردن، عبارة عن عواصف ثلجية زادت من معاناة اللاجئين السوريين، وعانى منها المواطن العربي، ولم يعُد كما وصفه الدكتور في مقاله قبل عشرين عاماً شتاءً دافئاً وشمساً مُشرقة.
> إن مناخا السياسة والطبيعة توأمان في زماننا «المهبِّب» هذا، يتشابهان في الصفات: زلازل وكوارث وذوابع ورياح وتسونامي وخراب ودمار. وكل تلك الكلمات أزياء ترتديها الطبيعة والسياسة بنفس المقاسات، حينما تكشِّر عن وجهها الكالح.
> والشعوب العربية مسكينة، فرحت بالربيع العربي ونسيت أن عِدَّة أيام الربيع في الفصول عمرها قصير. أما نحن في السودان فإن حظنا من ذلك على طريقة «دقاني بكى وسبقني اشتكى». شكونا الطبيعة ونحن المعتدون عليها، فبكينا من سيولها وأمطارها التي بعد أن انفض دمارها، بكينا أيضاً من خيراتها الغزيرة بأن مخازن الغلال والمطامير غير قادرة على حفظ الإنتاج الغزير، وإن إنتاج الشمالية من التمور وغيرها لا يصل للمدن والعواصم والخرطوم، والأسعار لا تتنازل من «عُلاها الفوق»، وسيَّان على المواطن أمطرت السماء ذهباً أم دماراً حطَّم بيوت المساكين.
> فإن جونا السياسي كالطبيعي يتشابهان على الدوام زوابع وأمطار غزيرة وسيول وعواصف، و«شعفوفات» «جيبية» وتراب ورماد «كال خشم حماد الفقير» طول العام مع «ترطيب» دائم ونسمات ربيعية سياسية خاصة، تهُب على بعض الأحياء الارستقراطية.. وكسِّير تلج تقيل قبيل فصل الحملات الانتخابية، سُرعان ما يسود بعدها البلاد عموماً جو ملبَّد بالسحب ما معروفة موديانا على وين؟!.