مكي المغربي

من الكوميسا 18 (2)


اجتهدت للخروج بحيثيات لللفكرة التي تقول إن نشوء كتل تجارية داخل كتلة الكوميسا الأضخم (19 دولة) يؤدي إلى ضعف الكوميسا و ربما خروج الأعضاء منها الواحد تلو الآخر .. و تفكك دول شرق وجنوب افريقيا الى أربع كتل اقتصادية، منها الآن كتلة شرق أفريقيا و كتلة سادك جنوب أفريقيا، و بعدها تظهر كتلة القرن الأفريقي و فيها إثيوبيا و جيبوتي وجنوب السودان و الصومال او الجزء المنتعش منه حاليا وهو “أرض الصومال”.
جنوب السودان لم ينضم بعد لكتلة شرق افريقيا وذلك لموقف يتبناه بعضهم ضده ويتحدثون عن معايير في الديموقراطية و الحكم الرشيد وحقوق الإنسان، وهذا أمر غريب و “مريب” للغاية ﻷن كينيا ويوغندا دعما انفصال الجنوب ولما حانت ساعة الانضمام (غيروا رأيهم!)، ويقال إن الغرض من ذلك هو الإنفراد بالدولة الوليدة و الإبقاء عليها سوقا تقليديا استهلاكيا ليأخذوا منه النفط او دولارته مقابل الجرجير و الطماطم و الأغذية و المشروبات عادية او كحولية … وما يتبقى تناله العمالة الوافدة منهما وسماسرة النظام المصرفي الذي تهيمن عليه كينيا.
نلاحظ أن احتمال دخول السودان كتلة القرن الافريقي أو “نصف الإيقاد” وارد بقوة ولكن يهدده إحتمال آخر وهو تطبيق الحريات الأربع مع مصر ﻷن الدخول في إتفاقية ثنائية تقترب من الدمج الاقتصادي تضعف الكتلة الكبرى. كل هذه التوقعات “لا محل لها من الإعراب” لدى الكوميسا فهي تردد باستمرار … الكتل الداخلية لا تضر الكتلة الاكبر بل تقويها … وتقدم بعض الأعضاء يدفع الآخرين للإسراع و التقدم أيضا ولذلك فإن من يقرر الخروج من الكوميسا لتكوين كتلة داخلية أو الإنضمام لكتلة خارجية لديه أسباب أخرى … لا علاقة لها بالكوميسا. و خبراء الكوميسا يقدمون تقارير عن ارتفاع حجم التجارة داخل الكوميسا .. وهذا يعني أن نشوء كتل جديدة لم يضرها..!
بقي أمر واحد … تنتفض له الأركان بالنقاش حاليا وستتضح الصورة حوله قريبا .. ألا وهو مقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باندماج كتلة سادك التي تتزعمها جنوب افريقيا مع الكوميسا و كتلة شرق افريقيا التي تقودها كينيا باعتبارها صاحبة الاقتصاد الأقوى. من السهل جدا لي أن أتوصل الى آراء الخبراء في المناقشات الجانبية و الأساسية حول هذا الموضوع … ولكنني حسب معرفتي بهذا الأمر .. الرأي عند دولة جنوب أفريقيا لأن كينيا لن تنعزل و لن يتبعها الآخرون لو انعزلت في حالة رضا جنوب أفريقيا. و القرار عند جنوب أفريقيا ليس عند الحكومة في بريتوريا لأنه قرار إقتصادي مصيري و ليس مجرد شعارات سياسية .. والقرار الاقتصادي هنالك يدرسه و يصنعه المجتمع الإقتصادي و تحديدا في جوهانسبيرج .. وفي ديربان وكيب تاون .. هنالك شركات عملاقة وضخمة والقرار ليس مغامرة سياسية في بلاد تعتبر نفسها الاقتصاد الاقوى في القارة.