منوعات

علاقات الزمالة.. كواليس أماكن العمل المختلط


اضطرت الظروف الكثير من النساء والرجال للوجود في أماكن العمل كزملاء، وللخروج بهذه الزمالة إلى بر الأمان، وحتى لا تكون وبالاً على الأسر وسبباً في تدمير العلاقة الزوجية.

وعليه لابد أن تكون على قدر عالٍ من الوعي الأخلاقي من الجنسين، فكلما كانت القيم عالية بداخل العاملين وتسير نحو تعامل يرضى به المنطق والشرع، نزلت برداً وسلاماً على الطرفين، والاستطلاع سوف يوضح لنا التساؤل الذي يدور في عقل وقلوب الكثيرين، هل علاقة الزمالة تؤدي إلى خراب ودمار الأسرة؟

الخوف من المجهول

أخشى على زوجي من التعامل مع فتيات وزميلات العمل رغم ثقتي الكبيرة في تصرفاته، هكذا بدأت نهلة محمود – ربة منزل – حديثها. وأضافت: هناك الكثير من الفتيات يحاولن جذب الانتباه بطريقة أو بأخرى، وذلك ما أخشاه على زوجي، فزميلة العمل أخطر ما يكون بالتأثير على الرجل، فطبيعة العمل أحيانا قد تسبب الملل، فيحاول البعض كسره بأن يفتح كل منهما قلبه للآخر ويحكي عن حياته الشخصية، وبذلك تتطور العلاقة إلى أن تصير شريكة حياة. وفي السياق، أشار خالد أحمد مواطن إلى أن المقارنة التي تبديها المرأة ما بين زميل العمل والزوج من أكبر مهددات الحياة الزوجية، بجانب إظهار الاحترام للزميل بقدر ما يقلل من ذلك تجاه زوجها، خاصة أنها ترى زميلها أكثر ما ترى زوجها، نسبة لساعات العمل الطوال التي تقضيها خارج منزلها بجانب شريك عملها. وأضاف: فالرجل دائماً ما تحركه الرجولة والأعراف في الحفاظ على عفته وصيانة عرضه. وأكد: قد تبدأ العلاقة في العد التنازلي نتيجة تلك التصرفات، التي قد يكون مصيرها الانهيار إذا ما تمادت الزوجة.

تقرب العلاقات

ومن ناحيتها، أوضحت إيمان عبد اللطيف – موظفة – أن تقارب وجهات النظر وطبيعة العمل قد تقرب العلاقة بين الزملاء دون الشعور بذلك في كثير من الأحيان، فضلاً عن وجودهم في مكان واحد لفترة طويلة. وأشارت إلى أن بعض الفتيات يتعمدن خلق علاقات مع الزملاء مع العلم بزواجه من أخرى وهو ما يقع فيه كثير من الرجال، دون أن يعوا المخاطر والمشاكل التي يمكن أن تترتب عليها تلك العلاقة من تفكيك للأسرة والعائلة. وفي ذات السياق، أشارت هيبات الطيب – ربة منزل – إلى أن الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين هما أساس الحياة الزوجية السعيدة. وأضافت: إذا وجد الزوج أو الزوجة ما يحتاجه في الآخر قطعاً لا يفكر أحدهم في جلب سعادته خارج إطار عائلته، فالعائلة هي المأوى والملاذ الآمن إذا أحسنا التعامل في ما بيننا، لافتة إلى أن البرود العاطفي لدى الزوجين من أكبر مهددات عش الزوجية، فقد يبحث كل منهما عن ضالته التي يجدها كل منهما في الزميل أو الزميلة.

احترام متبادل

وأوضحت مواهب خليفة – موظفة – أنها لا تؤمن بعلاقة الزمالة بين الجنسين. وأضافت: فظروف العمل وتطور الحياة أجبر الكثيرين على ذلك، مشيرة إلى أن التعامل القائم على الاحترام المتبادل بين الزملاء – في ظنها – لا يضر بعلاقة المرأة وزوجها، لافتة إلى أن طبيعة العلاقة تتوقف على شكل التعامل، فكلما انفتحت الزوجة في تعاملها، وأكثرت من الحديث مع زوجها عن زملائها بصفات المدح قطعاً يؤدي إلى توتر العلاقة بين الزوجين، خاصة إذا وجد ما يمهد من خلافات سابقة. وأضافت: أما من ناحية الزوج فقد تؤثر فيه بعد العوامل في إنشاء علاقة جديدة خارج إطار علاقة الزمالة، عندما يبدأ في عقد المقارنة بين زوجته التي لا تهتم بنفسها، وتولي كل اهتماماتها لأبنائها دون أن تراعي حقوق ذلك الزوج المغلوب على أمره، فما يواسيه وجود زميلته التي تعوضه نوعاً ما عن زوجته باهتمامها الزائد بنفسها وبشكلها الخارجي، فضلاً على أنه يقضي مع الزميلة أكثر أوقاته.

ناحية نفسية

ومن جانبه، أوضح الباحث النفسي د. محمد صديق أن علاقات الزمالة إذا لم تحفظ في حدود العلاقة الرسمية، وصارت مفتوحة دون مراعاة لحدود العلاقة، قد تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية. وأضاف: من أخطر مهددات وتوتر الحياة الزوجية وسائل الاتصال التي جلبت الكثير من الاضطرابات والخلافات الزوجيه، خاصة إذا كان التعامل بشيء من الانفتاح دون علم الآخر، بجانب الغيرة غير الموجهة دون أسباب التي قد تدخل كعامل يخلق تصوراً وهمياً يزيد من الشد والجذب بين الزوجين، لذلك لابد للزوجين الالتزام بالشفافية الكاملة والوضوح، فهما بمثابة اطمئنان للطرفين إضافة إلى إشراك شريك الحياة في الاجتماعيات والنشاطات المختصة بالعمل، وأن يعي كل منهما حدود التعامل مع زملائه

اليوم التالي