عبد الجليل سليمان

رهان على بيان التربية والتعليم


لم تكن وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى بيان صحفي إعلاني (مدفوع القيمة) كالذي دفعت به إلى بعض الصحف لتُبرر قصورها في متابعة ورصد مدارسها المُسجلة كمؤسسات خاصة، لكنها (الربكة) تفعل ما تشاء. فبعد أن أرانا الله في التربية والتعليم، كما أرانا قبلها في عديد الوزارات الأخرى (يوم كريهة) متمثلاً في (حادثة) مدرسة البيان المأساوية، والتي عجزت التربية والتعليم عن (سد ثغرتها) مبتدأً وخبراً، فبعد أن فشلت في رفعها ها هي تحاول الآن نصبها بالتنصل من مسؤوليتها تجاهها بإحالة الأمر إلى إلى محض بيان صحفي أطلقت على ما جاء فيه من أهوال اسم (توضيحات).
البيان التوضيحي (الإعلاني)، الذي اتخذت الوزارة الآية الكريمة: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) ديباجة له، يدينها ويقدح في أدائها، إذ أنها لم تضع تحفظ أمانتها (مدراسها وتلاميذها) في حرز أمين وقرار مكين، وتركتهم نهباً لأصحاب الضمائر النتنة والمفسدين في الأرض، ثم تأتي لتتحدث عن أن مدير المدرسة المحسوب على مهنة التعليم لم يفعل كذا ولم يكمل كذا! كيف ذلك؟، ما لكم وماذا دهاكم؟، أو تظنون أن في رؤوسنا طيرا (وقنابير) حتى (تخمونا) بمفردة مائلة الطرف مثل (محسوب)؟، لماذا لا تحددون بالصريح وبـ(اللهجة الناشفة) المباشرة، هل هو (مُدرس أم لا؟)، فمحسوب هذه لا مكان لها من الإعراب في بيان توضيحي كونها غامضة وزائدة وغير ضرورية.
تلك ناحية، ثم يأتي البيان ليسرد لنا بطريقة مللة تثير الحنق والغضب، أن الوزارة وبعد أن اكتشف التلاميذ أن الامتحان (مضروب)، قامت بتحديد المدرسة، والثبت من أن المُمْتحنين سددوا رسوم الامتحان، و… و ….، وكل ما جاء في البيان معروف لدى السابلة والنابلة والدهماء وراعي الغنم في الخلاء، ويا له من بيان يصيب بالحسرة ويدعو إلى السخرية!.
تأملوا معي – أيها القراء – أكرمكم الله، كيف تكتب وزارة للتربية والتعليم بياناتها التوضيحية، إذ قالت: (وزارة التربية والتعليم – وبعد الثبت من الواقعة – عملت على معالجة الجانب الفني التربوي، وتركت الجانب الجنائي لأسر الطلاب)!
يا لهول هذه الوزارة!، كيف تترك الجانب الجنائي لأسر الطلاب؟، أو ليست هذه أمانتها التي خانها أحد منسوبيها أو (المحسوبين) عليها كما قالت؟، أو ليست الجريمة التي ارتكبت هي جريمة في حق الوزارة وأنها أساءت إلى سمعتها و(دقت بها الدلجة) والحضيض وأسكنتها أسفل سافلين؟، فكيف لا تحرك إجراءات جنائية ضد (الريان) ومديرها جنباً إلى جنب المجلس التربوي وأولياء الأمور؟، لماذا تريد الوزارة أن تتنصل من مسؤولياتها قبل أن يجف حبرها الذي كتبت به الآية الكريمة في ديباجة بيانها (المسطح)؟
أتعرفون ماذا توقعت بعد أن أنهيت قراءة (إعلان التربية والتعليم) المسمى (بيانا)؟ توقعت أن هذا القضية ستقتل مثل غيرها من قضايا الفساد، ودعوني أراهن على ذلك!