مقالات متنوعة

سمية سيد جابو : سد النهضة.. طي الخلاف


منذ أول أمس وحتى منتصف نهار أمس لم تتوقف بعض أجهزة الإعلام من التشكيك في توقيع اتفاق المبادئ لسد النهضة بين رؤساء السودان ومصر واثيوبيا.. بدأت هذا الاتجاه صحيفة الجمهورية المصرية عندما زعمت أن مصر تتراجع عن التوقيع وأن المشير السيسي لن يحضر، واستمر هذا الاتجاه على وسائل التواصل الاجتماعي. ثم بدأ يصيبنا الشك نحن المنتظرين في القاعة الرئاسية عندما تأخرت مراسم التوقيع لأكثر من ساعة عن الموعد المحدد، وبدأ البعض يتحدث عن خلافات حول بنود ميثاق المبتدأ نفسه.

مع علمنا أن عدداً من الصحف والقنوات لا تريد أن تصل الدول الثلاث لأي اتفاق خاصة المصرية، لكن من الواضح أن الإدارة والإرادة السياسية في مصر؛ كانت تدرك ما لا يدركه المثبطون. لذلك كان واضحاً من الكلمات القوية أمس في حفل التوقيع أن الدول الثلاث طوت مرحلة سيطرة التصعيد الإعلامي الى مرحلة سيطرة المصالح المشتركة.

كلمات رصينة ألقاها ديسالين والبشير والسيسي.. مبعث التفاؤل من الإصرار على عدم الإضرار بالآخر. فلتكن المشروعات قائمة على النيل لمصلحة الشعوب عبر الاستفادة القصوى من المياه دون التأثير على حصة السودان ومصر.. هكذا تفهمت اثيوبيا الأمر، واتفقت عليه دون أن تصرّ على قيام مشروعات وعدم الالتفات لمطالب دولتي المصب، وإن كنا نعتقد أننا في السودان دولة منبع ومصب معا.

ما لا يعرفه الكثيرون خاصة في الجارة مصر أن السودان لعب دوراً محورياً وراء الكواليس ليعلن هذا الاتفاق حتى تجد اللجنة الفنية الدعم السياسي الذي يجعلها تستمر دون تقاطعات من جهات أخرى.. كان السودان وسيطاً بين مصر واثيوبيا مع الاحتفاظ أيضاً بدوره في التفاوض في النقاط التي بها تحفظات أو أضرار على السودان.

لفت نظري أمس التنظيم الرائع لحفل التوقيع.. كل شيء كان مرتباً بشكل مختلف. لأول مرة تختفي ظاهرة وجود مدعوين على مدخل القصر الجمهوري منعوا للتأخير بضع دقائق.. لقد جربت المنع مرتين، مرة للتأخير 5 دقائق عن مؤتمر صحفي للرئيس، وأخرى 10 دقائق عن احتفال أعياد الاستقلال.. أمس كان الترتيب الدقيق يطغى على كل شيء ابتداءً من دخول المدعوين والصحافيين الى داخل القاعة.. كان عمل الصحافيين والمصورين منظماً بشكل دقيق جدا. لم ألحظ تذمراً أو شكوى رغم طول مدة الانتظار.

أيضاً كانت لفتة بارعة وذكية من إعلام رئاسة الجمهورية في إنتاج وعرض فلم توثيقي عن نهر النيل ورافده الأساسي؛ النيل الأزرق من المنبع في اثيوبيا، بما يعزز التعاون والاستفادة من هذا المورد.


تعليق واحد