مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : البشير في السعودية.. هناك أسباب النهضة


الاتحاد السوداني الخليجي والوحدة والتعاون بين هذه الدول «السبع».. السودان زائد دول الخليج، هي التي تحمي أمنها واستقرارها السياسي من الاستهداف من خارج أو داخل الإقليم والتآمر عليها لتلاقي مصير دول أثبتت الأيام أن أنظمتها السياسية الحاكمة ضعيفة جداً رغم تظاهرها بما يعكس خلاف ذلك.
وتبقى المملكة العربية السعودية وخاصة في هذه المرحلة، هي صاحبة التفكير السياسي العميق الذكي الذي يوحي به تعاملها الدبلوماسي خارجياً والسياسي داخلياً بتوازن حسب الظروف. وإن كانت القوى الأجنبية قد نجحت في تدمير قدرات الأمة الإسلامية العسكرية والاقتصادية والعلمية في العراق وسوريا واليمن، وهي ماضية بنفس فكرة المؤامرة إلى دول أخري، فإن التعاون السوداني الخليجي الذي لا بد أن يتضمن برامج مشتركة يبقى كفيلاً بأن يحمي مصالح الشعب المسلم الواحد الذي يتحرك مقيماً ومستثمراً ودبلوماسياً وزائراً بين هذه الدول السبع.
والبشير في السعودية يبحث مع الملك سلمان الأحداث الإقليمية. وهذا عنوان صحيفة »الوفاق». والبشير يقول ــ من السعودية ــ «أمن السعودية خط أحمر.. هذا عنوان صحيفة «أخبار اليوم». والرئيس البشير يجري اجتماعاً منفصلاً مع وزير الدفاع السعودي.. وهذا أحد عناوين «الإنتباهة».
والبشير في الرياض ترحيب يفوق العادة.. قالته «ألوان».
إذن زيارة الرئيس السوداني الى السعودية ليست كمثلها الى أية دولة أخرى. فهناك استقرار سياسي تتمتع به ايضاً دول الخليج الأخرى.. وهذا الاستقرار يبقى بحق وحقيقة أرضية قوية وصلبة لنهضة الأمة علمياً واقتصادياً. والآن التكنولوجيا مزجت الاقتصاد بالمعرفة فأصبح ما يسمى الاقتصاد المعرفي. وهو إنتاج ما يحتاجه الإنسان من أدوات اتصال وتواصل. وفي السعودية وكل الخليج البيئة العلمية المناسبة التي يمكن أن تتيح الفرصة للإنتاج المعرفي بحكم المستوى المعيشي الجيد والاقتصاد المنتعش. فهناك المواطنون لا ينشغلون بالفقر وضيق فرص العمل وعدم الإمكانية لدراسة الكليات الممتازة مثل الطب والبيطرة والصيدلة والهندسة والمختبرات الطبية والفيزياء والكيمياء في العلوم، كما هو الحال في دول إفريقيا وآسيا الفقيرة. وفي دول الخليج المواطنون والمقيمون من غير المواطنين ينعمون بالأمن والطمأنينة، بخلاف شعوب حكوماتها كانت تدعي التقدم والكرامة، وها هي دولهم في طريقها الى مصير الصومال.
إذن إذا كانت نهضة الأمة تبدأ بتوفر الأمن والاستقرار وبالتالي الاستفادة من الموارد وتوفر فرص المعرفة والدراسات العليا، فإن نقطة البداية لهذه النهضة تبقى في السعودية وبقية دول الخليج، ولا ننسى هنا ماليزيا وتركيا الآن بعد ثورة الإصلاح السياسي.
وحينما يتعاون السودان بطريقة مميزة مع دول تتوفر فيها كل أسباب نهضة الأمة بعد ان اكرمه الله بسد النهضة الذي يعتبر من حيث الاستفادة سودانياً اكثر من كونه إثيوبياً بغض النظر عن وهم انهياره، فإن هذا التعاون يبقى هو تعاون الري والأرض الخصبة والشباب المستنير في الجانب السوداني والاستقرار ورأس المال في الجانب الخليجي. والمحصلة هي مصلحة أبناء الأمة بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وبقدر استفادة المواطن الخليجي يمكن أن يستفيد المواطن المسلم في إثيوبيا والسودان ومالي والسنغال وجنوب شرق إفريقيا. فقط التفكير السياسي السليم بعيداً عن عنترية حكام الدول الذين هزمتهم المؤامرة الأجنبية وضيعوا أمن واستقرار بلادهم هو الذي يقود الأمة الي المصير الجيد الحسن.