هيثم صديق

عاوز تسمع الست وللا ايه


بعض الذين ترشحوا ضد المؤتمر الوطني خرجوا إلينا بتقليعات متعددة وصلت إلى لبس العفن.. أراد من ترشح لرئاسة الجمهورية الظهور الإعلامي وحاجات تانية.. وأراد الآخرون في الدوائر القومية والتشريعية ذات الأمر.. إلا الذين ترشحوا تحت راية أحزابهم المشاركة والتي تنازل لها المؤتمر الوطني عن بعض الدوائر بطيب خاطر مقدما (السبت)..
إذاً كل المرشحين كمستقلين إنما ترشحوا (مستغلين).. أما الحكومة وحزبها أو الشعب بشقيه هتافات سرية جهرة (عند اللزوم)..
ولذلك لم (يحن) عليهم أحد وهم يخرجون في (تلت) ساعة في التلفزيون أو أربعة وعشرين ساعة للناس ليقولون لهم (برنامج) أحلامهم.. ويشكون مر الشكية من تعتيم وكبت الحزب الحاكم وكوادره والتضييق (التقول) ما عارفين أن هذا الأمر سيقع أو واقع أو كانت أمنياتهم أن يحتويهم الحزب وينشر عليهم عباءته ليأتي لهم بالدائرة تجر أذيالها..
وكنت معجبا جدا أيام ساحات الفداء بامرأة تودع ولدها إلى ساحة المعركة بالقول: (الحرب فيها القتل يا نزار.. الحرب فيها البتر يا نزار.. الحرب فيها الأسر يا نزار)، فهي تعرف ماذا سيقابل (جناها) وتحدثه بذلك وهو يوافق بعد أن (يعرف) ما يمكن أن يقابله.. بعكس الحالمين من المترشحين من غير ذات الشوكة ممن عد الترشح ملصقات و(نبز) في الحكومة، ثم فوز فمهرجان فبرلمان فـ(روقة)..
وهنا تحضرني طرفة المصريين في الحمامات العامة لما صاح أحدهم مستهجنا (الأصوات) فقال له أحدهم من الداخل ساخرا (هو إنت كنت عاوز تسمع الست وللا ايه)..
ليس هناك تغني أم كلثوم وليس في سباق الانتخابات يمة ارحميني.. فالحزب الحاكم جهز نفسه للفوز بالانتخابات جيدا.. ولقد كرر بعض الأسماء في ذات الدوائر.. ولم تقدم سابقا شيئا يذكر ومع ذلك ستفوز لأنها لن تجد من سينافسها، فالأحزاب الأخرى تعودت على أهل المؤتمر الوطني ولن تطيق أن ترى بعض منسوبيها قد فازوا في (تحاسد) داخلي كبير يعتري الأحزاب الأخرى لما انهزمت داخلها الفكرة..