منوعات

بالصور.. التاريخ الحقيقي لأشهر برج في العالم: «لم يضع المهندس إيفل تصميمه وكان مخططًا لهدمه بعد 20 عامًا»


في صفوف مُتوازية ومتقاطعة، يُقدر حجمها بالآلاف في بعض الأحيان، ينتظر السياح من شتى بقاع العالم فرصة الدخول إلى «برج إيفل»، أشهر المعالم الفرنسية على الأطلاق، والذي يُقرن اسمه دائمًا بمدينة النور، معبرا بارتفاعه الشاهق عن إنشودة سحرية تُعرّف معنى جديد للجمال، فضلا عن الإرادة الإنسانية التي شيد بها هذا البناء الحديدي المُتفرد.

في دفتر يوميات «إيفل» التاريخي، مرت عدة حوداث عارضة وخواطر مطوية، والتي من شأنها أن تغير صورة العملاق الشاعري البالغ من العمر 126 عامًا في أذهان العديدين، ما بين تهديدات الهدم ومشاركته في الحرب، ليبقى صموده اليوم باستقبال 7 مليون سائح كل عام دليلا على تفرد يستدعي الخلود.

وفي هذا التقرير يرصد «المصري لايت» أوجه جديدة لـ «برج إيفل» العملاق الفرنسي الذي كاد يُهدم مرتين، حسب ما ذكره موقع history.

ليس «إيفل»

ارتبط تاريخ البرج واسمه بالمعماري الفرنسي الشهير، جوستاف إيفل، الذي أشرف مع شركته على بناء العمل الضخم طوال عامين وشهرين و5 أيام، غير أن لحظة ميلاد أشهر المعالم الفرنسية على عكس المعروف لم تكن من تصميم «إيفل» ولا حتى الفكرة المبدئية لبناء برج في قلب باريس يتخطى أرتفاعه الألف قدم كانت من إبداعه، بل نشأت الفكرة في ذهن مهندسين شابين، طمحا في المُنافسة القائمة أنذاك لتصميم نصب تذكاري يقدم في مدخل «المعرض الدولي» القائم في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889 والذي يتوازى مع الذكرى الـ100 للثورة الفرنسية.

المهندسان هما «موريس كوتشلن» و«إيميل نوجير»، اللذان عملا على مشروعهما المُميز واستعانا على خلق صورة زخرفية للحُلم الحديدي المُستحيل، بخبرات المعماري «ستيفان ستروفستر»، غير أن دخول مشروعها المُنافسة وفوزه بلقب «نصب المعرض الدولي» كان يتطلب مُساعدة من نوع خاص، وهي ما وجداها بتبني المعماري الشهير آنذاك والذي عُرف بولعه بالبناء باستخدام الأطار المعدينة، جوستاف أيفل.

وبالفعل حققت سمعة وشهرة «جوستاف إيفل» الفوز للمشروع، ونقلته للواقع، بفضل ما وفره من غطاء مادي وعمالي لبناءه، ليُفتتح البرج رسميًا في 31 مارس عام 1889، وأُطلق عليها بداية «برج الـ 320 متر»، غير أن بمرور السنوات ارتبط اسمه باسم «إيفل»، بينما غاب مُبتكريه الأصليين عن الصوره.

على الرغم من استحواذ البرج على لقب أطول بناء في العالم أنذاك، حيث بلغ أرتفاعه 312.27 متر، غير أنه لم يكن مُخطط له أن يبقى مُسيطرا على قلب العاصمة الفرنسية ما يزيد عن 20 عامًا، بل كان من المُقرر هدم البرج بحلول عام 1909 بوصفه «للعرض المؤقت» بحسب موقع history.com، وذلك على الرغم من جذبه عدد لا نهائي من السياح قُدر بـ 2 مليون سائح في السنة الأولى.

وبفضل قدرة البرج على تكوين محطة ارسال تلغراف وموجات راديو يمكن لقوتها أن تعبر المُحيط وتصل حتى إلى أمريكا الشمالية، أصبحت الرغبة في هدمه غير موجودة، وتمت عملية إنقاذ «إيفل» من المصير المُقرر له بعد 20 عامًا.

وظهرت قيمة البرج فعلاً خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تمكن من اعتراض الاتصالات اللاسلكية للعدو، كما استخدم في طلب وارسال التعزيزات وبدأت سيرة نضالية تكتمل مع حلول الحرب العالمية الثانية.

بوقوعه في أسر القوات النازية، في يونيو عام 1940، أصبح البرج الفرنسي الشامخ مسرحا لصراع كيدي غير مُباشر ما بين قوات المُقاومة الفرنسية وجنود ألمانيا، فكما ضاقت النفوس بالاحتلال، وضاق العالم بالحرب، ضاق «إيفل» بسُكانه الجدد، فجاء عقابهم مُركبًا ومُرهقًا، حيث قام أفراد من المُقاومة الفرنسية بتدمير كابلات مصاعد البرج المائلة بزاوية تُقدر بـ60 درجة، تاركين طريقًا يوميًا وعرًا أمام مُسلحي ألمانيا النازية للوصول لقمة البرج وقت الاحتلال، وهو صعود السلالم التي يصل عددها إلى 1710 سلمة.

ومع بوادر نهاية الحرب عام 1945، تقدمت قوات الحلفاء على الأراضي الأوروبية المُحتلة، وصدرت أوامر مُباشرة من «هتلر» بتدمير الرمز الفرنسي والتخلص منه، غير أن الأمر لم يُنفذ أبدًا، ليُترك «إيفل» ناهضًا ويعاصر 70 عام ما بعد الحرب.

construction
FKH
E
%D9%87%D8%AA%D9%84%D8%B1
EE

المصري اليوم