عثمان ميرغني

معركه ضد الجن


الدكتور نافع علي نافع (نجم المانشيتات الصحفية) قال أمس (شياطين الأنس والجن لن توقف الانتخابات).. ورغم قناعتي أن نافع، لا ينفك يتحدى (الإنس) كل يوم في تصريحات نارية.. إلا أني أنصحه بتجنب اللعب مع (الجن!).. أحزاب الإنس مقدور عليها.. لكن قد يغضب بعض متطرفي (الجن!) فيحدث ما لا يحمد عقباه!!
تصريج د. نافع الصحفي شبيه تماماً بتصريح أخيه بروفيسور إبراهيم غندور، الذي أطلقه قبل حوالى عشرة أيام.. وجه الشبه أن التصريحين انطلقا من خلف جدران المكاتب المغلقة.. بلا مناسبة معينة.. لا مؤتمر صحفي ولا احتفال ولا حملة انتخابية.. فقط تصريحات (أرض-جو) بدون الارتباط بحدث معين..
ومثل هذه التصريحات عادة يقصد بها رسالة معينة لجهة أو جهات ما.. إما لإحباط نوايا الغير أو للتمهيد لنوايا صاحب الرسالة.
وفي الحالتين.. حالة غندور الأولى ثم نافع الثانية، ليس واضحاً تماماً من المقصود بهذه الرسالة ولماذا.. هل هي رسالة للمعارضة.. أشك في ذلك.. فالمعارضة (بدون رسائل!) لا يبدو أنها قادرة على بلوغ نصاب (تهديد!!) الانتخابات.. حتى حملة المقاطعة قد تحقق هدفها لكن ليس بيدها بل بيد عمرو.. استنكاف حتى عضوية المؤتمر الوطني، تكبد مشاق الذهاب إلى مراكز اقتراع محسوم النتيجة قبل أن يبدأ.
ماهو التهديد الذي يخشاه المؤتمر الوطني، فيطلق هذه التصريحات (أرض –جو) من خلف جدران المكاتب المغلقة.. فسماء الانتخابات صافية ولا تبدو ملبدة بأية غيمات.. فما الذي يتحسب له المؤتمر الوطني؟..
لا أتوقع أن يكون التهديد الذي يتحسب له المؤتمر الوطني أمنياً.. ففي هذه الحالة يصبح من صميم عمل الحكومة.. وأجهزتها الأمنية التي لها ناطقوها الرسميين.. وفعلاً صدر من الجيش بيانا حذر فيه من أية محاولة للاقتراب بالشر من العملية الانتخابية.
هل هي محاولة لشحذ همة عضوية المؤتمر الوطني ووضعهم نفسياً في حالة مواجهة تستفز النخوة الحزبية الدافعة بهم إلى صندوق الانتخابات.. أشك في ذلك!
هل يتوقع حزب المؤتمر الوطني حدثاً سعيداً أو غير سعيد قبل يوم الاقتراع.. فيمهد له بهذه الموسيقى التصويرية التي ترفع الإيقاع وحاسة الترقب.. ربما!
لا أظن أن يتفق غندور ونافع على إطلاق تصريحين بنفس المعنى من ذات المنصة وفي نفس التوقيت دون أن يكون لهما مغزى.. أو فكرة.. فما الذي يجري وراء الكواليس؟
ما هي المعلومات التي توفرت لدى حزب المؤتمر الوطني وجعلته ينصب شبكة صواريخ (أرض-جو) للتحذير من أي تحليق في فضاء الانتخابات بنوايا معادية؟؟
لا حاجة لبذل أي جهد في البحث عن إجابة مناسبة لهذه الأسئلة لأن الزمن لم يتبقَ منه إلا أسبوع واحد.. ترفع الأقلام وتجف الصحف.. و(يا خبر بفلوس.. بكرة ببلاش..)
على كل حال.. يجدر بـ(الأخوة من الجن) أخذ تصريحات د. نافع بروح رياضية..