تحقيقات وتقارير

السودانيون و(الكرفتة)… عندما تصبح (العُقدة) داخل (عُقدة).!


اشتهر الشعب السوداني بأرتدائه للزي الموحد المعروف (الجلابية والطاقية والعمامة) وهو الزي البلدي المعروف، لكن في الآونة الأخيرة أصبح الزي (الأفرنجي) كما يطلق عليه هو الذى يسيطر وبصورة كبيرة على المجتمع السوداني بمختلف فئاته، ولعل الأبرز في موضة ملابس الرجال (الافرنجية)، والذي يحتاج وقتاً اضافياً أكثر من غيره هو عنصر إختيار ربطة العنق المناسبة مع القميص الملائم، حيث أن هناك احاديث عديدة تتردد أن معظم الرجال السودانيين لا يعرفون كيفية ربط(الكرفتة)، ويتعرضون عند لبس البدل الكلاسيكية في المناسبات إلى مشكلة لأن معظمهم يرتدون الملابس الكاجوال مثل (التيشيرتات أو القمصان) العادية.
شرط أساسي:
بالمقابل اصبح ارتداء (الكرفتة) شرطاً اساسياً في معظم الأشغال أو الوظائف، واحد ضروريات المهنة مثل :(المحاميين) أو (موظفي البنوك) اضافة الى الشركات الخاصة والحكومية كذلك، بالمقابل فأن هناك عدة مشاكل تواجه الرجل السوداني في تلك النقطة حاولنا خلال هذه المساحة التعرف والاقتراب منها.
مناخ غير ملائم:
الخريج الجامعي حسن سيف الدين يقول لـ(السوداني): (معظم الرجال السودانيين لا يجيدون ربط الكرفتة، ويفضلون الزي البلدي)، مضيفاً:( بصراحة المناخ في السودان غير مساعد على لبس الكرفتة، الا في بعض المهن التي تعتبرها واحدة من الضروريات مثل موظفي الدولة والبنوك وبعض الجامعات الخاصة والمحامين التي تشترط ارتداءها).
هيبة واحترام:
المحامي عبد الله العركي يقول لـ(السوداني) إن لبس الكرفتة أصبح يتميز به معظم العاملين في مجال (المحاماة) حيث يفترض أن يرتديها المحامي طيلة الفترة التي يعمل بها في مكتبه وأمام المحاكم لكونها تعبر عن احترام مهنتهم وتقديسها، ويواصل: (مسألة الزي المثالي تتعلق بالميثاق والمهنة نفسها، وتعطي المحامي نفسه هيبته أمام القضاء وتعبر عن احترامه للمهنة) مواصلاً: (في بداية مزاولة المهنة كان ربطة العنق او الكرفتة تمثل عائقاً بالنسبة لي، لأن المجتمع السوداني تعود على ارتداء الزي البلدي والعادي مثل التيشيرتات والقمصان العادية ولم يتعود على ارتداء الكرفتة والبدل الرسمية وصراحة واجهتني بعض الصعوبات، لكن بعد فترة اعتدت عليها واعتاد عليها كذلك من حولي).
الافندية والمثقفون:
حول ذات الموضوع يحدثنا الموظف محمد شاكر قائلاً لـ(السوداني) إن اللبس الأفرنجي كما كان يطلق عليه يرتديه (الأفندية) و(طبقات المثقفين) فقط، لأن المجتمع السوداني أجمع على لبس الجلابية والعمامة كزي موحد للعامة، ويواصل: (العمل في المؤسسات الرسمية في السنوات الأخيرة بات يلزم الشخص بارتداء الكرفتة واللبس الموحد أثناء الدوام اليومي الرسمي)، ويضيف: (كانت استقبال المجتمع السوداني لمسألة ربطات العنق في السابق بارداً جداً لكن بعد فترة تأقلم معها).
سخرية الناس:
الخريج الجامعي أحمد عبد الله قال لـ(السوداني) إن المجتمع السوداني ينظر لمن يرتدي ربطة العنق او (الكرفتة) نظرة غريبة مغزاها: (الزول دا مالو).؟..واضاف ضاحكاً: (كنت اعمل في شركة سياحة وكانت ربطة العنق الزامية بالنسبة لنا، واذكر انني كنت اخبئها داخل جيب بنطالي حتى اصل لبوابة الشركة ومن ثم اقوم بربطها وذلك تفادياً للسخرية من الناس).!

السوداني