لبنى عثمان

مرحلة.. وعدت


أكثر ما يؤلمنا هو ما امتلكناه برهة من الزمن.. وهو لم يكن لنا يوما وسيظل ينقصنا إلى الأبد.

إن الأحلام التي تبقى احلاما لا تؤلمنا.. بل نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث.. والأكثر وجعا.. هو ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري أنه لن يتكرر..

إنه الحنين إلى ما تركناه خلفنا ولن نعود إليه.. أماكن جميلة.. لحظات باهرة.. أو حتى حياة كامله عشناها بكل فواصلها ومتقلباتها.. فلكل حكاية لها نهايتها وتتفرع هذه النهاية لفرعين؛ إما الفراق وإما اللقاء الأبدي..

ولكن في كل لحظة من لحظات العمر نجد أن الفراق نهاية لكل قصه عشناها أو تعايشنا معها.

فلا بد أن يأتي الفراق.. وعندما يأتي نتمنى لو أنه سنحت لنا فرصة تتوج لنا بها أمنية أخيرة نريدها..

بعد الفراق نتوه بين المشاعر المختلطة والاحاسيس المبعثرة.. مشاعر الشوق والحنين والإحساس بالجرح والمهانة.. وأقف حائرة:

هل من الطبيعي أن أفكر فيك بعد الفراق؟

هل يحق لي أن اسأل عنك بعد الفراق ولا تقف الأمور لهذا الحد بل تتخطاه.. فعندما يفيض الشوق داخلي.. أجدني دون وعي مني ألجأ إلى هاتفي.. أبدأ بطلب رقمك وعندما اصل إلى منتصف الرقم تقف يدي عن المتابعة.. لا يحق لي سماع صوتك في هذا الوقت.. فكل الأصوات مباحة إلا صوتك.. كل الأحاسيس مسموحة لي إلا تلك المتجهة إليك.. يحق لي الاشتياق لكل العالم إلا أنت.. فأنت الحكاية التى ابتدأت يوما وانتهت يوما..

أنت الإحساس بالجراح.. الإحساس بالغربة.. أنت الإحساس باللاوعي والإحساس بالحب.. بالشوق.. بالأمل..

أتدري.. رغم ضيق صدر الشوق ورغم ضيق مساحة الامل إلا أنني أشعر بوجودهما داخلي بعنف وقوة.. لم أعد أشعر بالجرح من غيرك فالجراح من بعدك جراح تافهة لا معنى لها.. طفيفة لا تأثير لها..

وإن كنت بعد الفراق قد سمحت لي نفسي أن أرفع يدي مودعة أياما حملت لحظاتي الجميلة وذكرياتي المدهشة.. سمحت لي بأن ألوِّح بيدي لتلك السويعات التي قضيناها معا.. سمحت لي بأن أسلم بيدي على دقائق عمري الجميلة.. التي كنت تتوجها بقربك لي..

الوداع هو كلمة الفراق..

من الآن وصاعدا.. لن أوقع باسم الفراق وأفارق الحياة. بل سأوقع باسم امرأة تخطت مرحلة من الحياة وتحدت بكل قوة ألوان الفراق.. على الرغم من أن الفراق أكسبني عادات مقلقة.. فبعد أن تلاقت روحانا.. وأنا أكثر الالتفات حولي.. أخشى أن يلمحك الفراق الذي افترس كل أحبتي فيستكثرك علي ويمضي بك..

$$ وتر $$

توقفت عن سماع الأغاني منذ زمن..

لكن صوت أليسا.. يراود حنيني هذا المساء عن نفسه..

أليسا.. وصوتك..

صوتك والناي والليل والبكاء والشجن

وتفاصيل الحزن تعرفني.. دعيني يا أليسا..

فبصوتك الحزن أكبر

وبصوتك الحنين أكبر

وبصوتك الهم أثقل

وبصوتك الحب أجمل

والليل يا أليسا مع كلماتك وصوتك أطول..

..$$ وتر 2 $$

سأسكب دمعتين على فراقك علني أُشفى

وسأرجم لوعتي بالصبر لعل الصبر أجدى..