مقالات متنوعة

هاشم كرار : هذا الساحر!


أهم مافي جسدك، هذا الساحر الذي في جمجمتك.

المعدة بيت الداء،

وماتحت الحجاب الحاجز، مجرد آلة تفريغ لشهوة عابرة، تستبدُ. . والروح

تلك التي هى من أمر ربي وربك، أنت لا تملك أمرها، ولا تدري في أي وقت – من وقت عمرك- تبلغ الحلقوم، وتطلع!..

يبقى الساحر..

وبهذا الساحر، يمكنك ان تفلق الشعرة فلقتين، ويمكنك ان تميز بين الفلقتين. إنه يجعل بصرك، حديدا.

بهذا الساحر، تضوأت طرق مظلمة، أمام مسيرة البشرية. به نهضت حضارات، وإزهرت معارف، وفنون.. وبهذا الساحر، أمكن القضاء قضاء مبرما، على تقاليد بالية، وخرافات، وعادات خربة.

في الأثر: وجد الصحابي عمرو بن العاص- أول ماتولى ولاية مصر- ان المصريين، يرمون بفتاة حلوة، عروسة للنيل، قبيل أيام الفيضان، ليفيض.

تلك عادة، ظلت تؤرق ذهن وفؤاد هذا الصحابي الجليل، زمنا، حتى إذا ما اقترب، موعد زفاف عروس النيل للنيل، إحتار اكثر، إبن العاص، وإزداد تأرقا، وكان السؤال الذي يلح في ذهنه، هو كيف يمكنه إنقاذ روح

انسانة، من اليم!

حمل السؤال ، في رسالة، إلى امير المؤمنين عمر بن الخطاب، وسريعا جدا جاءه الرد، في رسالة، أمره إبن الخطاب ان يلقي بها، في النيل، قبل ان يرمي المصريون العروسة، بوقت!

كانت الرسالة تقول: « من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر: إن كنت تفض من عند الله، ففض، وإن كنت تفض من غيره، فلا تفض»!

ذلك حديث العقل..

وهو حديث العقل الذي تأدب بأدب الإيمان.. وأدب الإحسان..

و… وحشد إبن العاص، من حشد من المصريين، على ضفة النيل.. قرأ الرسالة في يوم الجمع، وألقى بها في النيل.. وقبيل موعد زفاف العروس، فاض النيل، وسلمت روح، أمرها من أمر ربي وربكم!

هكذا، بالعقل، أبطل إبن الخطاب عادة، هى من باطل الأباطيل.. عادة، ربما كانت ستسري في كل سنوات إبن العاص، في مصر.. وربما كانت ستسري إلى ايام ثورتي يونيو ويناير ، وما يلي الثورتين من ثورات!

شغل عقلك إذن..

لا تضعه، على الرف..

ولا تترك غيرك، يشغله، بما يخدم عقله هو، حتى ولو كان الواحد هو المجتمع كله، بعاداته الخربة!

تخلص بعقلك من تلك العادات، ومن عاداتك الخربة.

ضع العقل- عقلك- حيث ينبغي أن يكون، في أي سكة، وأي منعطف.. في الليل والنهار ومابينهما من وقت، وأوقات.

العقل عصاك أنت، التي تهش بها على أفكارك، ولك بها في كل الاحوال، مآرب أخرى!