مقالات متنوعة

محجوب عروة : سير يابشير بالقومية ونصيحة للاسلاميين والمعارضة


وأخيراً تأكد قيام الانتخابات التى أرادها حزب المؤتمر الوطنى وفشلت المعارضة فى ايقافها ودعونا نرى ان كان غالب الشعب سيقاطعها أم يصوت.
على المستوى الشخصى لم أسجل نفسى فى سجل الناخبين ومن ثم لن أصوت لقناعتى ان هذه الانتخابات كان من المفترض ان تكون تتويجاً للحوار الذى طرحه الرئيس البشير فى العام الماضى وتعثر لأسباب كثيرة منها تلكوء الحكومة بسبب أجندتها الخفية من جانب و من الجانب الآخر تعنت المعارضة وشروطها المسبقة.. وهكذا ظل الوطن والمواطنين يرزحون فى المعاناة بسبب وقوعهم بين مطرقة المعارضة وسندان الحكومة مثلما ظللنا دائماً منذ الاستقلال فانتهينا الى نفق مظلم ووطن متشظى واستمرار الحروب الأهلية اللعينة واقتصاد متردى وعدم استقرار سياسى وعلاقات دولية سيئة.. وطن جرب حكم كل القوى السياسية
سواء جاءت عبر انتخابات أو انقلابات حكموا بدرجات متفاوتة وأوقات مختلفة بين سنوات وأيام معدودات، كلها فشلت فى تحقيق أحلام السودانيين. ورغم ذلك فالبكاء على اللبن المسكوب لا يجدى ولطم الخدود وشق الجيوب لا يفيد فلننظر الى ما يمكن انقاذه من تردى نهائى كيلا يحدث لنا مثلما يحدث لمن حولنا.
الحل الممكن الذى أراه بموضوعية ودون تحيز لجهة هو بيد الرئيس البشير الذى من المؤكد سيفوز بمنصب رئآسة الجمهورية سواء صوت له كثيرون أو قليلون. ولابدأ بتلك الطرفة الشهيرة التى انتشرت مؤخراً فى موقع الواتساب والتى تقول ان الانقاذ سارت لربع قرن فى طريق غير معبد (الدقداق) حتى عطبت ركبها والآن يبدو أنها بدأت تركب الظلط فى اشارة لعودة علاقاتها مع السعودية وباقى دول الخليج وذلك بعد أحداث اليمن!!
ولعلها المرة الأولى التى تتوافق فيها الحكومة مع المعارضة أيد الجميع موقف السعودية ودول الخليج. والسؤال هل يمكن ان ننطلق كسودانيين من هذا الموقف؟ سؤال منطقى وموضوعى فاذا استفاد الرئيس البشير من هذه الوضعية. فيمكن أن يجمع كافة السودانيين حوله وذلك يتطلب أن يسير البشير بعد انتخابه سيرا قوميا ويجعل نظامه نظاما قوميا يشمل الجميع وهذا يتحقق من خلال اعادة بناء الحكومة وجعلها حكومة كفاءآت وليس حكومة الحركة الاسلامية او المؤتمر الوطنى وذلك بأن يقبل الجميع بالواقع وبنتائج الانتخابات الرئآسية فيستمر الرئيس حتى يكمل دورته الحالية التى أعلن على الملأ أنها الأخيرة وتكون له الصلاحيات التى يتمتع بها الرئيس الفرنسى مثلا بان يكلف نائبه الأول الفريق بكرى جسن صالح لرئآسة مجلس وزراء من
الكفاءآت المشهود لها باانزاهة والخبرات دون النظر لانتماءاتهم الحزبية ولا بأس بتمثيل رمزى لكافة الأحزاب الموالية والمعارضة خاصة من الجبهة الثورية تأكيداً على عزم الرئيس على قومية المرحلة القادمة.. وهنا ياتى دور الحركة الاسلامية التى جاءت بنظام الانقاذ، فالمطلوب منها دورا وموقفاً حكيماً وعقلانياً وذلك بألا تحاول ان تجعل من نفسها وصيا على النظام فطالما قدمت الرئيس لقيادة البلاد فعليها ان تتركه يعمل بمنهج قومى وليس حزبى كما ظل طيلة الفترة الماضية فيما سمى بالتمكين لعناصرها..لقد آن الأوان لزعامات وقيادات الحركة الاسلامية خاصة الذين أداروا الدولة وتحكموا فى مفاصلها وسياساتها لربع قرن ان يترجلوا ويعطوا الفرصة لغيرهم خاصة الشباب والعناصر التى لم تتلوث بالسلطة المطلقة والمال..
أخلص الى القول لكى تستقر البلاد وتتقدم ونستعد لأوضاع أفضل أن يتسم الجميع بالحكمة والرأى السديد: الرئيس البشير رئيساً قومياً وحكومة مجلس وزراء منفصل من الكفاءآت مساءلة أمام البرلمان، والحركة الاسلامية تتراجع عن الوصاية والمعارضة تتعقل وتقبل بالواقع وتشارك دون شروط مسبقة متطرفة فقد فشلت فى اسقاط النظام لا بوسائل عسكرية ولا انتفاضة وهاهى تعانى الضعف والتشقق.. وان كان لى من مقترح وسط بين الطرفين اعتقد أن قبول الجميع
بمخرجات مؤتمر ألمانيا ومؤتمر تحضيري فى أثيوبيا لوضع خارطة طريق وليس شروط ثم مؤتمر وسيط فى العاصمة السعودية الرياض يمهد للمؤتمر القومي الدستورى النهائي داخل السودان وبضمان خليجى مثلما فعل اللبنانيون يمكن ان
نحقق بها السلام والاستقرار الدائم سيما وأن جميع السودانيون حاكمون ومعارضون توافقوا مع السعودية الآن ضد مهددات امنها القومى فأمننا القومى يتكامل معها.