هيثم كابو

عالم تخاف ما تختشيش 1-2


* ومع كل واقعة جديدة يجب علينا العودة للاجترار وطرح الأسئلة القديمة، فالنصر في تعافي المفاهيم واخضرار الأفكار، بينما يمثل البحث عن التبريرات الواهية أكبر هزيمة!..

* التساؤلات التي تعيد طرح نفسها: إلى أي مدى يمكن أن يكون النقد حاداً وحارقاً؟.. هل نحن بطبعنا نتقبَّل النقد بصدر رحب ونبحث عن شيء من النُصح بين السطور المكتوبة أم أن تركيبتنا العصبية والسايكلوجية ضد تقبُّل النقد ومُصمَّمة على رفض الإرشاد و(قبول النصيحة)؟.. هل وصلنا لدرجة كافية من الوعي تجعلنا نعي حقيقة أن مجرد الكتابة عنك (سلباً أو إيجاباً) هي اعتراف ضمني بوجودك وإضافة لك، وأن تغييبك عن المشهد الصحافي والإعلامي عقوبة قاتلة، خاصة وأننا نعيش في عصر يحمل أصحابه (ذاكرة مثقوبة) تحفظ الأسماء بسرعة وتُسقطها بضِعف تلك السرعة التي حملتها بها؟.. كم هو عدد الفنانين (الأذكياء) الذين يعرفون قيمة الحديث عنهم وإثارتهم للجدل والنقاش حول منتوجهم الغنائي وتكثيف التعاطي مع وجهات نظرهم وآرائهم؟ وهل بالوسط الفني من يستفيد مما يُكتب عنه فيجادل هذا بحب ويختلف مع ذاك بوُد ويسعى كل واحد للترسيخ لرؤيته وإقناع الآخرين بها؟!

* بحكم تجربتي المتواضعة مع الصحافة الفنية وأهل الفن لاحظت بعض النقاط التي تستحق أن نوردها تعليقاً حول هذه الأزمة المفاهيمية:

* أولاً: إذا أشدت بفنان ما في أغنية معينة وقلت إن كلماتها الرصينة أعجبتك ولحنها الآسر خطف انتباهك والأداء أضفى عليها بُعداً جمالياً نافس الكلمة واللحن سيحدث الآتي: اتصال هاتفي من الفنان أو الفنانة منذ التاسعة صباحاً يشكرك فيه على فهمك العميق وثقافتك الفنية (الخطيرة) ورؤيتك (التي لا يمكن لأحد أن يصل لها)، وسيتغزل ذلكم الفنان في قلمك ومقالاتك في جلساته المختلفة وستكون عنده مثالاً للنزاهة والأمانة والمهنية والفهم المتقدم والصحافة الرصينة و(… و….)!!

*.. وذات الفنان إذا دارت دورة الأيام وانتقدت أغنية من أعماله، وقلت إن كلماتها ركيكة أو مستهلكة أو مكررة، واللحن أكثر من عادي ناهيك أن تقول هابطة – بينما جاء الأداء جنائزياً وفاتراً ومنزوع الإحساس، فإنه لن يرجع للاستماع للأغنية لاحتمالية أن تكون رؤيتك صائبة و(خطيرة) مثلما حدث في المرة الفائتة، بل سيترك كل ما كتبته ويبدأ في الحديث عن عدم مهنيتك وضعفك الصحافي وفقدانك للقدرة على استيعاب الأغنية وعجزك عن قراءتها فنياً والتعاطي معها وسيعمل على (شيل حسك) في أي جلسة تجمعه بمستمع أو فنان أو إعلامي أو.. أو.. أو و(الذاكرة المثقوبة) ستجعله ينسى غزله القديم في كتاباتك ما بين طرفة عين وانتباهتها، وستصبح فجأة في نظره (قلم غير نبيل) وربما (كاتب بلا ضمير)!!


‫2 تعليقات

  1. بس يا شيخنا نقدك او أشادتك بشخص كلها معروفه انطباع شخصي ليس إلا00 في بعض الامور تصل الي مرحلة المطاعتة والمناقذة بتاعة النساوين او الحريم ومعروف عنك ممكن تكتب كل يوم في موضوع تافه عشان تثبت انك صاح مع العلم انت اكبر مهدد للثقافة والفن في السودان يعني كدة بالعربي انت كارثه حلت علي السودان ونحمد الله ان فنون اقفلت بالضبه والمفتاح والباقي لينا الدار وحكايات في انتظار قفلها آال نقد آل.

  2. يا هيثم كابو شيشك علي الولد طه سليمان , لا تحاربه لهذه الدرجة ارخي شوية