تحقيقات وتقارير

الباعة المتجولون.. نلعب مع المحلية (الكديس) و(الفأر)


لم يجدوا غير الأرصفة لتصبح مأوى لكسب لقمة العيش. تجدهم رغم قلة العائد الذي يجدونه قلوبهم تشع بالفرح والرضا بالمقسوم يتحركون تارة هنا وأخرى هناك.. أصواتهم تعلو وتنخفض للإعلان عن بضاعتهم رغم أشعة الشمس التي تعكر صفوهم وحرارتها التي تلهب الوجوه.. الابتسامة لا تفارق وجه ذلك الثلاثيني الذي يعرض أشياءه على الأرض وصوته ينادي (تعال هنا وشوف العندنا).
(البضاعة دي بقولو عليها ما أصلية الكلام ده كيف)؟. نظر نحوي بتعجب قائلاً: نحنا بضاعتنا دي أصلية مية في المية والكلام ده إشاعات ساي، وأضاف (يعني عشان فارشين في الأرض بقولو علينا كده) والكلام ده ما صاح نحن بنخاف ربنا في شغلنا ده.
* انتو ليه أسعاركم مخفضة كده؟
– والله نحنا شغلنا ده بنلقى فيه الحاجة البسيطة وده عشان الناس تشتري ونحنا برضو نلقى الفيهو النصيب.. مضيفاً (عشان عايزين نرضى ونبايع الناس بفتكرو أننا بنغش فيهم) طبعاً انا الحمد لله شغال هنا في السوق العربي وعندي زبائن وده دليل على انو أسعارنا مناسبة وبضاعتنا ما مغشوشة، مضيفاً (انت كل ما تنقص السعر بتكسب الزبائن).
* بضاعتكم دي بتجيبوها من وين؟
– أول حاجة البضاعة دي بتجي من أم درمان وطبعاً مشهورة أم درمان بالملابس ونحنا بنشتري البضاعة أنا وزملائي من سوق بأم درمان والحمد لله شغلنا كويس هنا وفاتحين بيوت.
* لكن شغلكم ده ما ثابت، بتعلموا شنو مع ناس الكشة؟
– اجاباته تختزل آلام والوجع الذي يلاحقونه قائلاً (نحنا بجونا كده بنقوم جارين) وده حال شغلنا في السوق، وأضاف اذا الكشة قبضتنا بنقوم بدفع الغرامة وهي (300) جنيه وهي زي ما بقولو رسوم مخالفة ونحنا بنشوفم جاين علينا من مسافة بعيدة وبنلم بضاعتنا ونجري منهم لكن مرات (بغمتونا غمتات) (بجونا في درق العربات)، وأضاف أحياناً بشيلو مننا البضاعة في اليوم أكثر من مرة وما برحمونا وبقطعونا الايصالات، واسترسل قائلاً: يعني اذا قبضونا الصباح وما ركزنا بقبضونا المساء. والله (لو ما جرينا مابنأكل عيش هنا في البلد دي). و(بنركز معاهم أكثر من الزبون).
* طيب اذا واحد عايز يرجع حاجة بتقبلوها منو؟
– ابتسم حينها بوجهه الذي تبدو عليه البشاشة وابتسامته التي لاتفارقه قائلاً: شوفي نحنا بنتعامل مع الناس كويس عشان كده بقو زبائنا ومافي أي مشكلة اذا واحد عايز يرجع حاجة عادي بنقبلها منو لكن ما بتحصل معانا والحمد لله عندي زبائن (نسوان دلاليات) بشترو مني وببيعوها في الحلة بالأقساط ده دليل على اننا ثابتين في محلنا ده الا الكشات ما بتريحنا.

مودة جعفر
صحيفة السياسي