مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : المقال الأخير و«آخر البليلة حصحاص»


قد يسأل سائل.. ماذا لو أجلت الحكومة الانتخابات لصالح الحوار الوطني؟.. وقد يسأل سائل وماذا يحدث لو أُجِّل الحوار الوطني للانتخابات لأنه ليس كل المنخرطين فيها أعضاء في الحزب الحاكم أو أحزاب الحوار الوطني الأخرى.. او حتى أحزاب المعارضة الأخرى.
وأحزاب ومستقلون خاضوا الانتخابات، لماذا كانوا سيُحرموا من ممارسة حوقهم الدستورية إذا لم تُجرَ في موعدها؟!.. وهل مفروض عليهم أن يؤيدوا موقف المقاطعين للانتخابات لأن النتيجة محسومة لصالح حزب من الأحزاب مثلاً؟! هل المقاطعون أوصياء على القوى السياسية كافة في الساحة؟.
إن المقاطعين او من قادوا حملة المقاطعة يفضحون بهذا الموقف أجندتهم. وهم اذا كانوا يرون أن نتيجة انتخابات الرئاسة محسومة.. فإن إلغاء الانتخابات وتأجيلها لا يعني أن يتنحَّى الرئيس عن الحكم، طبعاً كما يريد المقاطعون او يُنحَّى.. لكن يعني أن تكسب القوى المقاطعة حجة سياسية على الحكومة حيث تتحدث عن أنها ما عادت شرعية.. وتجني من تشكيل حكومة انتقالية تحلم بها متولدة من مشروع الحوار الوطني امتيازات لا تجدها بأصوات الجماهير.. بل بالمحاصصة.! والمحاصصة «ملحوقة».. ومثلما تنتظرها بعض القوى السياسية بما فيها الحزب الشيوعي السوداني ولو باسم تحالف المعارضة، كما وجدها في الفترة الانتقالية الطويلة (2005م – 2011م) .. فإن «غير المقاطعين للانتخابات يريدون امتيازاتهم بعرق الجبين. إن«عرق الجبين» هو خوض الانتخابات والاجتهاد في الحملات ومخاطبة الجماهير وليس الحكومة كما فعل المقاطعون والقُطَّاع.
إن كثيراً من المقاطعين لم يحترموا آراء ومواقف من أرادوا الترشح أو رُشِّحوا، ومن انتَخبوا وانتُخِبوا. والآن جاء الدور للناخبين أن يرفضوا أية امتيازات تُقدّم للمقاطعين كثمار للحوار بعد استئنافه سواء أكان الرئيس القادم هو البشير او محمود عبدالجبار او البارودي. هنا حضرتني فكرة انتخابية هي أن لو كان للبشير منافس واحد على طريقة الانتخابات الامريكية. ويمكن أن يكون الصادق المهدي او محمد الحسن الميرغني، لأن محمود عبدالجبار والبارودي من جنس البشير السياسي.. فجميعهم استئنافيون، أي يخوضون غمار السياسة والعمل العام من أجل استئناف الحياة الإسلامية. فهل انتصرت السياسة الاسلامية في السودان وانهزم الربيع العربي في أسوار البلاد، ولم يستطع الدخول بدليل أن الحاكم والمنافسين له انتخابياً والمقاطعين في حزب المؤتمر الشعبي المزعج جداً من الإسلاميين؟!. وكأنما هذه الصورة السياسية تؤرِّخ لمرحلة جديدة لحكم البلاد.. هي ليست عودة بالمعني الحرفي للدولة المهدية.. لكنها عودة الى جذور الدولة الاسلامية الاولى بكل او آخر. وتلك كان المعارضون فيها هم الخوارج الذين كفَّروا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب.
«ساندرا» وبناتنا هناك
رغم الحزن العميق الذي خيَّم على قلوب من لهم زوجات او اخوات او بنات مثل الدكتورة ساندرا فاروق كدودة.. إلا أن عودتها بروحها ولربما لا يسر قد اثلج صدوراً ضاقت جداً حينما تأكد لها من أسرتها خبر اختفاء «الطبيبة» و «الأم». فهي بهاتين الصفتين طبعاً. فما ذنبها وهي ليست عدوة للناس، هي تعالج الناس.. وتربي أطفالها وتطرح آراءها للنقاش.. وما ذنب الشرطة ممثلة في المباحث الجنائية والسلطات الأمنية الأخرى وهي تسهر لتتبع آثار الجناة. فهل هناك من ضاق ذرعاً بموقف لها؟. وبماذا يضر موقفها؟! فهو لن يكون قاسياً مثل موقف الراحل الخاتم عدلان او قبله مثل موقف احمد سليمان المحامي ومعاوية ابراهيم سورج.
والدكتورة ساندرا ذات السحنة النوبية والكلمة العربية تضاف الى قائمة الضحايا من النساء والفتيات في جنوب كردفان ودارفور اللائي اختطفهن التمرد هناك كما اختطف الاطفال للتجنيد. فإلى متى يتعرض اطفالنا هناك واخواتنا هنا لهذا الاجرام؟!.. إننا نحتاج الى شرطة مكافحة الاختطاف.
غداً نلتقى بإذن الله…