حوارات ولقاءات

الفنانة غادة حسن : “الحكامات” حقبة تاريخية و”الزار” تراث لا اعتراض عليه .. و لا أحبذ الظهور الإعلامي دون جديد


غادة حسن من الأصوات التي لمعت بسرعة البرق، ساعدها على هذا الظهور قدرات خاصة تميزت بها عن وصيفاتها إضافة الى (كاريزما) واضحة عكست عبرها وبصمت خطتها لتأسيس مشروع غنائي كبير.. قدمت نفسها عبر برنامج “نجوم الغد” وهذا ما فتح الباب أمام صوتها لمعانقة أسماع الجمهور في فترة وجيزة، استغلت هذا القبول وخلقت لنفسها مكانة في وجدان المتلقي.. في الفترة الأخيرة غابت عن الأنظار ما دفعنا في “التغيير” للبحث عنها ومحاورتها، فخرجنا منها بالكثير الذي سوف تطالعونه عبر مضابط هذا اللقاء.

غاب جديدك وانقطع نشيدك فأصبحت تعيشين على إنجاز سابق؟
هذا ليس كسلاً بل قل إنه تريث في تقديم الأفضل والأجود وطبيعة حالي أنني أسيطر على خطى مشروع محدد وضع لبناته منذ قررت أن أدخل ساحة “الغناء”.

مبرر ضعيف ولا يمت للحقيقة بوجه؟
هناك ظروف أقوى لا صلة لها بالفن؛ حالت دون تواصلي بشكل مستمر، أذكر منها سفري المتواصل وطبيعة انشغالي ببعض الأعمال الأخرى.

هذا يعني أنك هاوية ولستِ محترفة؟
هذا لا يعني أنني غير مركزة على هذا الجانب وأتعامل معه كهواية بل باحترافية وللارتقاء بأعمالي الأدبية الخاصة التي من شأنها أن تضيف ألقاً جديداً.

“لا جديد يذكر ولا قديماً يعاد” أنسب عبارة يمكننا وصفك بها؟
هذة العبارة غير دقيقة في وصفي والفترة القادمة سوف تشهد ميلاد أعمال متنوعة منها أغنيات كبيرة لشعراء لهم وزنهم في الساحة ومن الأعمال (أنا ما سلمت عليك) كلمات السر دوليب… وألحان حسن بابكر… أيضاً عملين للشاعرة إخلاص التوم (حبي سلمتك) و(بالبفش غلبي). لكِ موقف واضح من الإعلام ما دواعية؟

هو ليس موقفا رافضاً للاعلام ولكني لا أحبذ الظهور على الأجهزة الإعلامية دون مناسبة تعطيك حق الظهور.

هناك اعتقاد رائج وسط المطربين الشباب أن بالإمكان اعتلاء القمة بعمل واحد مختلف، ما رأيك؟
فعلا معظم المطربين يعتبرون أن الوصول للقمة يمكن أن يحدث بأغنية، وفي رأيي هذا اعتقاد غير صحيح… وصعوبتها تكمن في كيفية المحافظة عليها.. ولهذا السبب غير مستعجلة..

كيف يحافظ فنان على القمة في وسط يعاني الانزواء والابتعاد عن النص الرسالي؟
فعلا لكي تصل للوضع الذي يعطيك الحق أن تكون في القمة لابد من أن تقدم أغنية ذات رسالة هادفة تضيف حدثاً جديداً للمستمع. ولكن حقيقة هناك نصوصاً جيدة .

وما الأسباب التي أدت الى غيابها؟
أسباب غيابها عصر السرعة الذي بات عنواناً لكل شيء، فبعض الفنانين يكتب نصاً ويقوم بتلحينه في ساعة أو نصف..

عودة ردك يعني استحالة رجوعها مرة أخرى؟
ذكرت الأسباب التي حالت دون تسيدها في الفترة السابقة وبإمكان الأغنية الرسالية أن تندر ولكنها لا تموت.

اقتحمت الساحة أصوات تكنلوجية تسللت خفية الى أذواقنا فسببت شرخاً وجدانياً كبيرا؟ …
فعلاً هناك أصوات فرضتها التكنولوجيا علينا ليس بالقدر الذي يمكنهم من تقديم عمل يرضي تطلعات الجمهور، ولكن بالنسبة لنفسي فأنا لست ضد التكنولوجيا في حد ذاتها، فهي وعاء نستطيع عبره توصيل أعمالنا وأفكارنا، ولكن يجب أن لا نعتمد عليها بشكل كامل.

تقنية (البلاي باك) اشتكى منها الجمهور كثيراً، ما رأيك فيه؟
صراحة ما بحس فيه بأي متعة لعدة أسباب، أولها عدم الانسجام، ويلغي هيبة الفنان بظهوره كاملاً بأوركسترا… ولكن نسبة لظروف الاستوديوهات التي باتت غير مجهزة، لذا لجأ المطربون لمثل هذه التقنيات.

البعض يرى أنه بالرغم من كثرة الأصوات النسائية التي مرت على المشهد الفني الا انها لم تقدم مواقف واضحة باستثناء القليل؟
دور المرأة في الحراك الثقافي كبير وهي، أي المرأة، صاحبة إسهامات كبيرة في تفعيل الحراك، فهي قد ساهمت في المبادرة الوطنية داعمة للسلم، وغنت للوطن وللجيش، ولا ننسى دور الحكامة في وضع حلول للكثير من القضايا.

ما العقبات التي واجهت دخولك المشهد الفني؟
لم تواجهني أي مشاكل في هذا الإطار، بل العكس هو الصحيح فهذه المهنة أكسبتني احتراماً كبيرا، ولو خيروني بين الزواج والغناء سأختار الغناء وأفتخر أني فنانة.

كثيرون يرون أن الوصول للقمة مربوط بتنازلات، ما مدى صحة ذلك؟
ما يروج عن أن معظم المطربات يقدمن تنازلات من أجل الوصول للقمة، هذا حديث غير صحيح، فالقبول من عند الله سبحانه وتعالى والباقي بالاجتهاد، بل وعكس ذلك فهناك فنانات صاحبات أصوات جميلة لم يجدن الدعم.

وجهة نظرك في غناء البنات والأسباب التي أدت الى غيابه؟
يعد من الغناء الجميل ويعد ضرباً من الضروب التي يعبر بها البنات عن حالهن… ويختلف من فنانة إلى أخرى… فمثلاً هناك بعض المطربات… صدحن لسيد الكاروا… وأخريات للأستاذ: “يا ماشي لباريس جيب لي معاك عريس… شرطاً يكون لبيس.. من هيئة التدريس”. ولا أريد أن أقول إنه غاب بالكامل، فالظروف المحيطة بنا حالياً ساهمت في ندرته.

انتشر بشكل واسع غناء الزار في المناسبات؟
عادة لقينا أجدادنا بعملوا بيها ولا اعتراض عليها لكني ما بغني غناه.

حوار: علي أبو عركي
صحيفة التغيير