هيثم صديق

اليوم التالي


لو لم تكوني في لوح القدر

لكنت كونتك ياحبيبتي

بصورة من الصور

كنت استعرت قطعة من القمر

وحفنة من صدف البحر.. وأضواء السحر

كنت استعرت البحر.. والمسافرين.. والسفر

كنت اخترعت الغيم ياحبيبتي

– و من أجل عينيك – أنزلت المطر

ومزمل أبو لقاسم فعل ذلك يوم دفع إلى المطابع بأحبار هؤلاء الـ (أحبار) في الصحافة والكتابة.. وفي عيد ميلادها هذا كان حتماً على أن آتي بهديتي لمن أهدتني أراضي جديدة وصحبة جديدة وعيوناً جديدة وحروفاً جديدة، فأصبحت من غيرها (على الحديدة)..

ولم أصدق أن عامين قد انصرما من عمر الزمن، وإن تلك الساعة التي أعطاني فيها المزمل سيفاً وحصاناً قد أكملت سنوات فطامها، وها هي (أسنانها) تقطع (وأضراسها) تطحن وعودها يشتد فارعة حسناء كاميرات الأساطير..

ومن كراماتها على أن كل ميل فيها وجدته صديق في (عفويات) اللقيا وتعمدها..

ولا أزال أصر أن مزمل أبو القاسم هو من يستطيع أن يبني قلعة إعلامية حقيقية (مستدامة)، فأمس الأول كنت قد اشتريت مجلات مصرية هي: صباح الخير والكواكب وروز اليوسف فوجدتها تحتفل بمناسبة مرور 83 عاماً على مولدها، فقلت ولمَ لا يكون لنا مثلها لولا أن ارتد طرفي حسيراً وأنا أرى أن الصحف اليومية عندنا أعمارها مثل أعمار العصافير تتغنى وعمرها بعض عام كما قال إيليا أبو ماضي..

إن مجلة أسبوعية من ورق غير مصقول وشعبي لهي من حق أهل السودان علينا، ولا أجد أفضل من كوكبة أبو القاسم هذه لتخرجها للناس بما يملكونه من مكنون ومدخر من أحرف وكلمات ورؤى واقتحام.

وهذه البلاد البكر تحتاج إلى مجلة رياضية مختلفة وفنية وسياسية واجتماعية وثقافية. ومن (اليوم التالي) يمكن أن تخرج كلها، فهذه الصحيفة ولود وودود.

داليا الياس ورفيقاتها وهيثم كابو والأصدقاء وحسن حميدة وجيشه وعزمي عبد الرازق وبحارته والأسباط الصغير وكتيبته ونازك و.. و.. و.. و.. كلهم يمكن أن يصبحوا قادة لفيلق في عاصفة (الحزم) القاسمية..

وهذه مناغاتنا الأولى لطفلتنا الجميلة قبل عامين.. وهذه دعواتنا لها، وهي تتخرج في جامعة التنافس بمرتبة الشرف، وهذه أمنياتنا لها وهي عروس بأن تنجب عشرات الصحف والملاحق والمجلات والدوريات يشبهونها تماماً..

ونختم بالقباني أيضا

أريد أن استولدك غابة من الأطفال

يحفظون تقاليد الأسرة

في كتابة الشعر وغازلة النساء