عمر الشريف

هل تتحول عاصفة الحزم الى السودان


عاصفة الحزم التى إنتطلقت من المملكة العربية السعودية للدفاع عن مقدساتها الاسلامية وحدودها الجنوبية وإستجابة لنجدة أشقائهم وجيرانهم الاخوة اليمنين تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى والمباركة والثناء للقيادة السعودية ونسال الله أن يجعل النصر حليفهم ويعم الأمن والاستقرار المملكة العربية السعودية وجميع دول المسلمين. مهما تحدثت عن عاصفة الحزم لم أوفىء القيادة السعودية حقها ومكانها التى تميزت بها . وفق الله القائمين والساهرين على عاصفة الحزم وحفظ الله المرابطين وبلاد الحرمين الشريفين والامة الاسلامية .

مشاركة السودان فى هذه الحملة مشاركة طيبة ومباركة بإذن الله ونصرا للدين والمقدسات الاسلامية والاشقاء اليمنين ودعم لجمع الصف العربى ومحاربة المنافقين وأعداء الاسلام ونسأل الله أن يحفظ المسلمين ويجعل رآية التوحيد ترفرف فى كل بقاع الأرض . لقد بارك الشعب والحكومة والمعارضة هذه الحملة . مما يدل على مكانة المملكة فى قلوب السودانين وحكومة المملكة وشعبها يعلم شهامة وكرامة الشعب السودانى وعفته ومناصرته للأشقاء وبسالة قواته فى الحروب . لكن عندما يستغل هذه الشهامة بعض ضعاف النفوس والمخربين ليعكسوا صورة مختلفة عن حقيقة وقوف الشعب السودانى بجانب السعودية والأشقاء العرب والمسلمين ومشاركته فى هذه الحملة هؤلاء المنافقين و هدفهم عدم توحيد الصف العربى والاسلامى وهو مرفوض من قبل الشعبين .

السودان يحتاج لهذه العاصفة اليوم فى كل نواحى الحياة لكن ليس بهجمات جوية ولا مدفعية أرضية ولا بدعم الحشود الشعبية وإنما بالعدالة والمحاكم النزيهة ولجان الصلح العشائرية وعلماء الحق ووزراء التقوى والمعارضة الوطنية ، الوضع السودانى لا يخفى على كل مواطن غيور على بلدة ومحبا لشعبة ومخلصا لوطنة . الحرب التى قسمت الجنوب ومازالت تشتعل فى دارفور وكردفان والنيل الازرق يجب أن يقابلها حزم سياسى ومجهود شعبى للإقافها لان المستفيد هو الأعداء وبائعى السلاح والخاسر هو المواطن . كذلك الفساد الذى إنتشر ولم يجد ما يوقفه حتى أوقف المطر ونزع الرحمة وتفشى الغلاء وقلة الشهامة والكرامة يجب أن يجد اليد التى تطاله وتقطعة حتى لا يقضى على كل الشعب . أصبح النهب بتصاريح وتصاديق وأصبحت الخدمة المدنية مبانى خاوية وآيلة للسقوط ، التهرب من أداء الواجب والرشوة والواسطة والحزبية هى السائدة فى كثير من الدوائر الحكومية . بيع الربا والكذب والحلف والطلاق إنتشر فى الاسواق . الفسق والسفور والتبرج أصبح لا يعيبه أحد ولا ينكره حتى إقيمت صالات الهوى وإرتفعت أصوات الشياطين عن صوت الأذان وتلاوة القرآن فى المساجد القريبة منها والشعب صامت . إشتكى النيل أسباب جفافه وإنحساره وإشتكت الارض جورها وعدم إنتاجها وكثرة الفيضانات المهلكة والعواصف الترابية لان الرحمة إنعدمت والبركة أنتزعت من القلوب والنفوس التى أصبحت كلها نفاق وكذب وخيانة وفساد وبعدت عن أمر وشرع الله .

نحتاج لعاصفة الحزم وكل واحد منا جندى مشارك فيها لا بدأ أن نحزم أمرنا أما مسلمين متمسكين بشرع الله أو علمانيين نحكم بحكم الجاهلية والعلمانية لكن ليس هناك وسط بينهم . لماذا نقيم فرائض الله ونترك شرعة ونأمر بالمعروف ونترك النهى عن المنكر ونتابع الغرب ليرضى عنا ونترك أمرالله . لقد ضاع جيل الانقاذ بين مسميات الاسلام وأفعال الجهال . يسمع بتطبيق الشريعة ويرى تطبيق الحزب ويسمع هى لله ويشاهد هى للحزب أو للمصلحة الفردية . يسمع بالكرم والشهامة والرجولة لكنه يرى البخل والجبن ويجلس على مقعد الحافلة وأمه وأخته وأبيه واقفه تلك هى الشهامة التى سمع بها ، حتى اصبح فى شك من أمره هل هذا الشعب السودانى الذى يضرب به المثل سابقا أم قضت عليه هيروشيما وجاء شعب آخر . فهل طبقنا عاصفة الحزم فى انفسنا وأهلنا والمجتمع لنكون شعبا مسلما معافه من أمراض العصر لينصرنا الله إن نصرناه .