مصطفى الآغا

آسيا المختلفة!


< كثيرة هي المواضيع التي حدثت الأسبوع الماضي، فالعين توج بطلاً لدوري الخليج العربي الإماراتي، بعدما خسر الجزيرة مرتين، الأولى أمام فريق الوحدة بقيادة السعودي سامي الجابر، والثانية أمام بني ياس وبالأربعة، فكانت مصائب قوم عند قوم فوائد، وأعتقد أن البلجيكي غيريتس لن يبقى طويلاً في الجزيرة، عكس الصربي زلاتكو، الذي كانت إدارة العين أكثر من حصيفة وحكيمة عندما جددت له وبه الثقة يوم خسر أمام الهلال بالثلاثة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، في الوقت الذي توقع الكثيرون أن يتم تفنيشه، ولكنهم منحوه الثقة فبادلهم إياها باللقب الثالث في آخر أربعة مواسم.أيضاً توج لخويا حديث العهد بكرة القدم القطرية بلقب الدوري للمرة الرابعة في خمسة مواسم، وهو الذي تأسس فقط عام 2009، وشارك في الدرجة الثانية، ومنها ليس للأولى بل للبطولة على حساب أسماء عتيقة وتاريخية، مثل السد وقطر والغرافة والأهلي والعربي، ولم أذكر الريان لأن الرهيب أيضاً عاد لمكانه الطبيعي بعد هبوط اضطراري غريب للدرجة الثانية، دفع ثمنه غياباً عن الواجهة لموسم كامل.ولكن، لعل قرعة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا هي الحدث الأكثر أهمية، لأن كل دول آسيا كانت تنتظرها، خصوصاً بعد صدور تصنيف «فيفا» الأخير، إذ تمكن العراق من إزاحة عمان، ودخول نادي الثمانية الكبار، فجاء على رأس مجموعة، كانت برأيي، هي الأسهل إلى حد ما بعد مجموعة قطر... فمجموعة العراق فيها فيتنام وتايلند وإندونيسيا وتايوان، فيما جاءت الصين على رأس مجموعة قطر والمالديف وبوتان وهونغ كونغ، وهي الأسهل من دون أي نقاش.أما السعودية التي جاءت في التصنيف الثاني فحلت في مجموعة الإمارات وفلسطين وتيمور الشرقية وماليزيا، وهي مجموعة ليست بالسهلة، والوحيدة التي تضم 3 منتخبات عربية، فيما ضمت المجموعة السابعة منتخبين هما الكويت ولبنان، والثامنة منتخبين هما البحرين واليمن، وللأمانة فالمجموعتان السابعة والثامنة هما من أصعب مجموعات البطولة ففيهما كوريا الجنوبية وأوزبكستان وكوريا الشمالية والفيليبين التي تتطور فيها الكرة بشكل لافت.أما منتخب سورية فجاء في مجموعة لم يتمنى أي منتخب أن يكون مكانه فمن يريد مواجهة اليابان، ولكن حظوظه تبقى في المنافسة على واحدة من أربع بطاقات لأفضل ثانٍ.والغريب أن آسيا تضم 48 دولة أو شبه دولة سيشارك نصفهم تقريباً في النهائيات 2019 في الإمارات، وهي سابقة في تاريخ كرة القدم العالمية أي أن فرص الوصول للنهائيات بالنسبة لكل دول آسيا هي 50 في المئة، حتى قبل أن يركلوا كرة، أو يشاركوا في التصفيات، ولا أعتقد أن دولاً مثل: تيمور الشرقية، وسيريلانكا، ومنغوليا، وكمبوديا، وبروناي، ونيبال، وماكاو بوتان، وهونغ كونغ، وتايوان، ولاوس، وغوام، وبنغلاديش، يمكن أن تضيف مشاركتها أي فائدة للكرة الآسيوية، وإذا أراد الاتحاد الآسيوي مساعدتها فليس بإقامة بطولة تضم 24 منتخباً بل بإيجاد صيغ أخرى، وإلا لشاهدنا مالطا، ولوكسمبورغ، وقبرص، وجزر فارو، وسيشيل، ومدغشقر، في نهائيات أمم أوروبا وكأس العالم، طالما أن هدف كل الاتحادات الدولية والقارية هو مساعدة الصغير كي يكبر، ولكن ليس بحثاً عن أصوات انتخابية أو دحشهم دحشاً في البطولات كي يخرجوا من الأدوار الأولى، وولادة هدافين تاريخيين لأمم آسيا من طريق شباكهم.ثلاثة أرباع قضايا الاتحاد الآسيوي جدلية ومثيرة للاستغراب، مثل جائزة ومعايير أفضل لاعب، وكأن هذا الاتحاد يغرد خارج سرب العالم.