أبشر الماحي الصائم

دولتنا الممكونة.. إلى عالم الممكننة


اسمحوا لي أن أعطر صدر ملاذي هذا بهذه الأسطر الخضراوات التي بعث بها صديقنا السر علي الهادي.. من على متن قطار مصري، وهو يرتحل بين أسوان والقاهرة.. وهذا دليل آخر على ترسيخ رسالتنا الزراعية وسط فعاليات المجتمع.. على أن الأخ السر لم يكتب إلى وزير الزراعة ولا النهضة الزراعية.. فاختار مباشرة أن يبث حزنه وحسرته إلى الله ثم لمؤسسة الملاذات الجناح الزراعي.. وإلى متن رسالته:

الأخ أبشر لك صادق الود والأشواق ..

من أسوان وحتى القاهرة، لا أدري هل كنت أركب القطر أم أمتطي صهوة مقالاتك ..

على يميني وشمالي كلما أنظر لا أرى سوى القمح والماء حتى بت لا أدري ما الذي يجري.. القطار أم الماء أم القمح.. فنحن على مدى اثنتي عشرة ساعة لم يفارقنا هذا المنظر.. مساحات على مد البصر محتشدة بالقمح في اصطفاف كثيف لا يحتمل ذرة من فراغ وسنابل القمح يشد بعضها البعض.. متساوية حتى أنك تخالها صبت في قالب واحد.. نفس منظر الحقول على طريق شرق الجزيرة إلا أن هذا برسيم على مد البصر وذاك قمح، فأي الفريقين أحق بالأمن الغذائي؟

مصري جاري في القطار عبرت له عن روعة المنظر قال لي: ده انتو أرضكم أكبر وأحلى من كده و.. !! انتهى..

* أخي الكريم السر أبشركم بأن حلمنا الأخضر يكسب بعض نقاط شاهقة على سفح هوامش (عاصفة الحزم).. ذلك لدرجة سؤال الراحل الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء؟).. الحوثيون!! وهل كانت أمتنا العربية بالفعل تحتاج لضربة غادرة قوية لتستيقظ متحسسة مقابض سيوفها ومخازن قمحها !! علنا بذلك ننهي ربع قرن من العزلة على الأرض البور البلقع.. ولعلنا ننتقل بالمرة إلى القضايا الجادة بعد عقود من ثقافة (هز الوسط) والرقص الشرقي.. لدرجة مربع ود كين

الهيلكم تمام فيها ما بتنغلبو

تعرفو للقنيص

ترعو وتعرفو تحلبو

أو قل تعرفو للرقيص لا فرق.. فأنت على متن القطار وحلم الاخضرار، وفضائياتنا على حاملات سلمنا الخماسي ترقص على معزوفة (يقطع نفسك يالقطار انتو شلتو وأنا قلبي طار).

أخي تاج السر.. وأنت على قطار أسوان يراودك حلم القمح.. وأنا هنا أعيش رؤية الملك (أرى سبع بقرات سمان).. علنا في عهد الملك البطل سلمان نودع عصر (السبع العجاف).. فبالتزامن يهبط على الخرطوم الآن وفد زراعي سعودي وصفته وزارة الاستثمار بأنه (عالي المستوى).. ذلك ليضع مشروعات وأهداف الأمن الغذائي موضع الجد والتنفيذ و.. و..

* غير أن رحلة قطار أمننا الغذائي تحتاج إلى جانب تحالف (النفط والنيل) إلى السواعد الصعيدية والمكننة المصرية.. لنخرج من نفق (الدولة الممكونة) إلى أفق الدولة الممكنة الممكنة.. ومن ضيق الأمة المستهلكة إلى سعة أمة الحزم والحسم والأمن الغذائي و.. و.. أرجو العفو والعافية لكم ولنا ولوطننا وأمتنا.. وصلى الله على سيدنا محمد وسلم ..