عمر الشريف

معا للإعادة الانتخابات ..


إنتهت الانتخابات والنتيجة كانت معروفة لدى المواطن من قبل الإعداد للإنتخابات لعدة اسباب تطرقنا لها فى مقال سابق . الغالبية العظمى من الشعب قاطعت الإنتخابات عن قناعة وتجارب سابقة وفقدان للثقة ويأس من عدم الأفضل فى المستقبل فى ظل الحزب الحاكم . البعض يعزى ذلك لدعوة المعارضة لكن الغالبية العظمى من الشعب لا تقتنع بالمعارضة أو الحكومة لما وجدت وعانت منهم طيلة السنوات السابقة . الإنتخابات هى حق يكفله الدستور والقانون ليدلى المواطن بصوته للإختيار الشخص الأمثل والأفضل ليحكم و يمثلهم خارجيا أحسن تمثيل ويعمل على تنمية وتطوير الوطن و أن يكون على خلق ودين ويحكم بالعدل ويعمل بإجتهاد ويختار بطانته من خير الشعب .

تولى أمر الرعية ليس بالسهل ولا بالتشريف والفخر ولحس الكوع وقد حذرنا الرسول صل الله عليه وسلم عن التهاون فى أمر الرعية كما جاء فى الحديث ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والإمام راع ومسئول عن رعيته ) . فمن يتمعن هذا الحديث ويتذكر حساب الله يبعد عن تلك المسئولية الكبرى ليتفرق الى رعيه أهله ، لكن هى الحياة الدنيا التى يعيشها اليوم وغدا الحساب . تفقد الرعيه ليس بالأمر اليسير وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع ويمر عليه الشهر والشهران ولم توقد نارا فى بيته ويعيش هو وأهله على الأسودين ( الماء والتمر) وكذلك الصحابة عليهم رضوان الله حيث كان أبوبكر يخدم الكبير والصغير وكان عمر يتفقد الرعية ليلا وكذلك عثمان وعلى رضى الله عنهم ومن تبعهم من السلف الصالح . اليوم بعض الرعية فى السودان يعيشون على وجبة واحدة وينامون فوق التراب ويلتحفون الخيش والكراتين . فأين هؤلاء من رعيتهم ومسئوليتهم .

الشعب مقتنع بأن إعادة الانتخابات من المستحيلات ولكن ربما يحصل توافق بين المعارضة والحكومة ويتم توزيع المناصب وترضيات مادية ويظل الشعب فى نفس الخطه السابقة . لقد يئس كثيرون من فئات المجتمع ، منهم المزارعون الذين فقدوا زراعتهم وثروتهم والأطباء الذين هجروا بلادهم ومنهم من يتاجر بأرواح الشعب ليكسب قوته وقوت عياله بعيدا عن الانسانية والمعلمين الذين لم يستطيعوا أن يؤدوا رسالتهم السامية فى ظل هذه الظروف والمهندسين الذين يبحثون عن وظائف والخريجين الذين أصبحت شهاداتهم وسنوات تعليمهم موقعها أسواق الخضار والباعة الجائلين وعمال اليومية والمغتربين الذين دفعوا مجهود عمرهم أملا فى تحسن الحال وتعويضهم بقطعة أرض أو إعفاء أغراض شخصية أو عربة يكسبون منها رزقهم وتعليم أبناءهم . هؤلاء هم من يجبر الحكومة على إعادة الإنتخابات أو إتباع سياسة تختلف عن السياسة السابقة طوال ربع قرن الماضية . هؤلاء إذا نظروا للمعارضة وإنتظروها لم يتعلموا الدروس والخبرة من السنوات السابقة وبالأمس نسمع حزب كمال عمر الذى يشتم الحكومة ويتوعدها اليوم يتراجع ويؤيدها بكل ما ذهب اليه ونسمع حزب مريم الصادق التى تنادى بالتغيير اليوم ينادى بالعودة للأرض الوطن والعفو عنهم وحزب حسن الميرغنى المحايد لم يستقر على جهة معينة ليكمل نومه والاحزاب الباقية تبحث عن أرض وجمهور . ياطلاب العلم ويا صحافى الاعلام والحقيقة ويا أستاذة التعليم ويا أطباء المرضى ويا مهندسى الطرق و الكبارى والكهرباء والزراعة ويا مزارعى الرى المروى والمطرى ويا مغتربى البحث عن لقمة العيش ويا عمالنا الكادحين وتجارنا المغشوشين ويا شعبنا الصبور إتحدوا وتوحدوا وطالبوا بحقوقكم المشروعة أو بالمشاركة فى صناعة القرار ليصبح كل شىء مكشوف لديكم وعن طريقكم . حتى لا نسمع بيع مشروع زراعى ولا خصخصة ناقل وطنى ولا استثمار وزراء خارجى ولا إنفصال إقليمى ولا حركة تمرد جديدة ولا حزب وهمى . هل شكلتم نقاباتكم لتضغط كل نقابة على الوزارة التابعه لها لتأخذ حقها المشروع لها . بدل أن نظل ننتظر ظل المعارضة الذى تغطى عليه أشعة الشمس لنجد أنفسنا فى حرارة الصيف وبرودة الشتاء .


تعليق واحد

  1. ما فيش اعادة و لا اى شى كفاية المال الذى اضعناه فى هذه الانتخابات . و بعدين الاعادة تاتى بمن ؟؟