أبشر الماحي الصائم

الدعم السريع.. فصل الرواية الأخير


دعوني أبدأ من هناك, كان ظهور قوات (الدعم السريع) بمثابة بداية النهاية لأنشطة التمرد في الإقليم, وذلك على طريقة (دافننها سوا), بمعنى آخر, أهل مكة أدرى بشعابها, فهذه القوات الدارفورية المنشأة والفكرة والتجربة تخبر الإقليم سهلاً سهلاً وجبلاً جبلاً وغابةً غابةً.. يوم اندلاعها أوعزت الحركات المتمردة لأصدقائها في الداخل والخارج, أن يخرجوا للميديا على وجه السرعة ليعلنوا إنها مليشيات لا سند ولا شرعية لها, وأنها تعمل خارج نطاق القانون والمواثيق الدولية, وترتكب جرائم ضد المدنيين حتى يقطع الطريق أمامها !!

وكأن الحركات المسلحة قوات نظامية تدافع عن دولة لها عضوية وعلم في منظومة الأمم المتحدة !!

* وبالفعل قد خرجت منظمات (المجتمع الدولي) واحدة بعد الأخرى, في عمليات تبادل أدوار مكشوفة, تدين وتشجب بأقصى العبارات (مليشيات الدعم السريع)!!

وكما لو أنها تبارك في المقابل عمليات مليشيات الحركات المتمردة التي تعمل خارج سياق الدولة والقانون, وهي تنتهك في كل يوم جرائم ضد إنسان الإقليم ومكتسباته ضاربة عرض الحائط بكل ميثاق شرف وعرف ودين !!

وعندما لم تثمر صيحات (المجتمع الدولي), ولا سيما أن قوات الدعم السريع قد أصبحت قوة نظامية تديرها الدولة وفق القانون والدستور والنظم العالمية والمعايير العسكرية, لجأوا يومها لتراجيديا أخرى, البحث عن زعيم بوزن وطني كبير ليدفع به إلى أتون الإعلام, ليقول عبارة واحدة باهظة الثمن والكلفة الوطنية, بأن هذه القوات قد ارتكبت جرائم ضد الإنسان في الإقليم وأنها لم تكن أكثر من مليشيات !!

على أن الزعيم الذي قال في قوات الدعم السريع ما لم يقله مالك في الخمر, لم يقل معشار ما قال في الحركات المتمردة خلال تاريخها المليئ بالدم والقتل والتشريد والنزوح, وتدمير دوانكي المياه وشبكات الكهرباء وأبراج الاتصالات والقطارات والطرق ووقف التنمية و.. و..

* لكن بفضل الله ثم صمود قوات الدعم السريع وتماسكها ورشد ممارستها وتصميم الدولة ومن ورائهم عزيمة الشعب, قد تساقطت تلك الدعاوى والمزاعم واحدة بعد الأخرى حتى عبرت الفكرة, وأصبحت قوات الدعم السريع ظهراً قوياً وسنداً وذخراً لقوات الشعب المسلحة السودانية, التي ذهبت بسمعتها الركبان وعرفت بطولاتها كل هيئات الأركان وأصبحت تنصر بالرعب على مدى شهر من الزمان و.. و..

* إن الهزيمة النكراء التي تعرضت لها قوات العدل والمساواة أمس الأول, ستكون لا محالة علامة فارقة في تاريخ الجبهة الثورية ومسيرة التمرد, وعبرة لمن خلفهم من الذين ينفقون سيارات الدفع الرباعي في كل مرة ثم تكون حسرة عليهم.. ومن ثم سيكتب هذا النصر الشاهق بماء الذهب ومداد التاريخ في سجل القوات المسلحة السودانية.. الله أكبر والعزة للسودان.


تعليق واحد