مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الاتحاد الأوروبي يعترف بالانحطاط الأخلاقي


إذا سألنا الاتحاد الأوروبي عن الموقف السليم في صعيد الحكم في السودان اذا لم يكن إجراء الانتخابات في موعدها، ترى ماذا يمكن أن يرى هو؟! هل كل همَّه أن يعارض ما يريده الحزب الحاكم لكي يقدم بذلك خدمة جليلة لمشروع التآمر الأجنبي ضد السودان الذي تنفذه حركات التمرد؟!. وهل الاتحاد الأوروبي وصي على تنفيذ الدستور السوداني وتعطيله، يريد تنفيذه او تعطيله متى شاء؟!. ثم ما هو البديل الذي كان يقدمه الاتحاد الأوروبي لإجراء الانتخابات في موعدها؟!. هل يريد مواصلة خطوات الحوار الوطني بين القوى الحزبية في السودان؟! إذا كان الأمر كذلك فما ذنب الأحزاب والمستقلون الذين يريدون إجراء الانتخابات في موعدها؟! ما ذنب خمسة عشر مرشحاً للرئاسة غير البشير وغيرهم من الذين ترشحوا في دوائر أخرى ما ذنبهم حينما تفيدهم المفوضية القومية للانتخابات بأن الاتحاد الأوروبي معترض على إجراء الانتخابات في موعدها؟!.
وحتى لو كان السودان واحداً من دول الاتحاد الأوروبي، فهل يحق لبقية الدول فيه أن تتدخل في شأن عملية سياسية بداخله؟!.
إن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن وقبل الآن أصواتاً معارضة مرتفعة وسط الشعب البريطاني، ترفض أن ترتبط بلادها به وتنتظر إجراء استفتاء لتمنع بتصويتها عضوية بريطانيا فيه ويركز على هذا الأمر حزب العمّال، لذلك ينبغي أن يركز الاتحاد الأوروبي على ما يليه من مشكلات وتحديات، ويدرس أيضاً استيعاب تركيا بعد أن أدخلها حزب التنمية والعدالة ضمن الدول العشرين الأولى في العالم واستيعابها في عضويته.. ثم هناك الأوضاع الأمنية المزرية والتي تمضي من سيئ الى أسوأ، فأين تفكير وجهود الاتحاد الأوروبي منها؟!. فهل الاهتمام بالشأن السوداني في هذا الوقت أولى من الانشغال بها؟. أم أن هدف الاتحاد الأوروبي هو أن يتخذ المواقف بشأن السودان التي تُسهم في أن يمضي نحو مصير العراق وسوريا، وأيضاً جنوب السودان الذي يبدو وكأن الاتحاد الأوروبي سعيد جداً بما يعتريه من انعدام أمن ونسف استقرار!.
إن الاتحاد الأوروبي ليس مهيئاًَ نفسياً للاعتراف بممارسة الحقوق الدستورية وحقوق المواطنين القانونية، لكنه مهيئ فقط للاعتراف بالمثلية الجنسية «الشذوذ الجنسي».. وهي أقبح انحطاط أخلاقي في العالم..
فوز دينكا أبيي:
فوز اثنين من دينكا نقوك بأبيي في القوائم النسبية وقوائم المرأة تقول بأن حفدة مجموعة الدينكا الذين هاجروا من جزيرة الزراف داخل جنوب السودان الى غرب كردفان وبالتحديد (أبيي) أصحاب حظ عظيم، بخلاف أبناء النوير الذين كانوا هم السبب في هجرتهم بعد معركة طاحنة بينهم. معركة (البقرة أم ضنبين).. أو بالفصحى، (البقرة ذات الذيلين)، وقصتها كنا قد ذكرناها هنا من قبل. والآن كل قبيلة الدينكا داخل جنوب السودان تواجه مأساة الحالة السورية مع بقية القبائل الأخرى في الأقاليم الثلاثة، أو الولايات العشر. وإن تكون هنا مجموعة من الدينكا تحمل الجنسية السودانية بالميلاد، ففي هذه البلاد من هاجروا إليها بعدهم بسنين طويلة وهم يحملونها.. فأجداد دينكا نقوك هربوا الى أرض المسيرية قبل دخول قوات احتلال محمد علي باشا باسم الخلافة الإسلامية المفترى عليها.. ومجموعات كثيرة وأفراد دخلوا بعد احتلال أسرة محمد علي باشا، وقد كان عام 1281م.. انها سنة الشؤوم الأعظم، لكن بعدها جاء عام الفأل الأعظم عام 5881م .. إلا أن النكسة حلَّت في البلاد بعد ذلك سنة 8981م سنة الكارثة المتمثلة في الاحتلال البريطاني. لكن بعد ذلك وفي عام 6591م يستأنف الزعيم الأزهري وصحبة الميامين عزة أبناء البلد.. وكنا نتمنى أن يكون كل أبناء الجنوب مثل أبناء أبيي من الدينكا في الشمال باستثناء مجموعة الحركة الشعبية التي تسعى وراء الدولار والمناصب في بلاد الأجداد بعد أن قامت فيها دولة مستقلة. لكن تحوّلت الدولة الى جحيم، ونعم دينكا نقوك في أبيي بالحقوق الدستورية..
نلتقي غداً بإذن الله..