زاهر بخيت الفكي

أنا تُبت..الله يغفر لى..(4)


أبى مريض جداً يتوق إلى رؤيتى..
فقط ما يحول بينى وبينه هو التوبة النصوح ولكن..
حنّ قلبى حقاً للعودة للقرية بعد مقابلتى للخال وما هزنى حقاً رفضه القاطع لما قدمته له من مالٍ مع علمى بحالة الفقر التى يعيضها وحوجته الماسة جداً له ، حدثتنى نفسى للعودة والانخراط فى مجتمعنا البسيط والعيش مثلهم فى هدوء وراحة بال بعد أن أُعلن أمامهم التوبة والندم على ما فات ، هكذا ضميرى الذى ظننته ميتاً هاهو قد بدأ يصحو ويُحدث فى ويلومنى بل ويدفعنى إلى الطريق السوى الذى فارقته من زمانٍ بعيد ، طوال السكة من السوق إلى أن وصلت المخبأ وأنا فى نزاع داخلى مستمر مع النفس ، وصلتهم صاحياً بلا سُكر ولأول مرة منذ أن بدأت مغامراتنا تلك مع بعض وفى نفسى شئٌ من سعادة ..
ثلاثتُنا لا نُحسن استخدام السلاح..
وجدتُ مع رفاقى فى المخبأ شخص يحمل سلاحاً ينوى بيعه ، كانوا فى انتظارى باعتبارى (قائدهم)للتفاوض معه على دفع المال وتدريبنا على كيفية استخدامه ، ربما ارتكبت كل المعاصى منذ أن سلكت طريق المغامرة الوعر الخطير هذا لكن لم يخُطر ببالى قط أن أغتال أحدٌ من الناس ولا أن أحمل مثل هذا السلاح لمجرد تهديد الناس حتى وادخال الرعب فى نُفوسهم ، لكن تطور الأحداث جعلنا نُفكر فى شراء سلاح نارى لحماية أنفسنا فى حال تعرضنا لهجوم من الدولة أو حتى من الركاب أو التجار الذين نتعرض إليهم لنهب ما عندهم وبعضهم يحمل أسلحة خفيفة ..
سلاح جاء يحملُه صاحبنا فى جوال ومعه الذخيرة الحية..
لم يستمر التفاوض كثيراً سلمنا الرجل بعض المال واستلمنا منه السلاح على أمل أن يعود فى الليلة نفسها لتدريبنا على كيفية فك وتركيب السلاح وتشغيله ، ذهب الرجل إلى حاله جلسنا ثلاثتنا نتحدث ونتجاذب أطراف الحديث ، حدثتهم عن رحلتى للمدينة لملاقاة الخال العزيز وأخبرتهم برغبتى الصادقة فى ترك هذا الطريق قبل أن تستفحل الأمور وتصعُب العودة من جديد إلى حيثُ الأهل ويكفى ما ألحقناهُ بالناس من أذى ، أخبرتهم كذلك بالوضع الصحى الذى يعيشه والدى الآن ورغبته الأكيدة فى رؤيتى قبل أن يرحل كما رحلت أمى قبل أن ترانى ..
لا مانع لدينا فى العودة وترك هذا الطريق لكن بشرط..
أن نصطاد مجموعة من السيارات (السمينة) المُحملة بالبضائع والأموال والسيارات التى تحمل بعض المُغتربين وأسرهم وعند هؤلاء المال والذهب ، نوافقك فى التوبة بعدها ، ثم أخرجوا الخمر التى لم أتذوقها منذ الصباح الباكر وأنا فى طريقى للخال شربنا وارتوينا ونسينا ما اتفقنا عليه من أمر التوبة ..
ما إن حلّ الظلام حتى جاء الرجل لتدريبنا على قطعة السلاح ..
أيام قليلة هى تعلمنا بل اصطدنا بعض السيارات ..
ثم كانت الكارثة..
نواصل..