داليا الياس

كشات العرس الإلزامي


شطحت بفكري طويلاً.. وتخيلت ومع ازدياد عدد البنات مقارنة مع الأولاد في سوداني الجوة وجداني.. تخيلت أنه في إحدى المرات يجتمع الرجال وتعقد اللجان وتنبثق منها لجان واللجان التي انبثقت من اللجان ذااااتا تنبثق منها لجان.. ويقرروا لحل المشكلة أن تكون هناك كشات وسط الرجال لزواج إلزامي!! ولابد لأي رجل أن يكمل الشرع ويتزوج بأربع نساء، وتخرج الدفارات إلى الشارع العام وكل من يتم رفعه في الدفار توضع له فوراً ضريرة على رأسه، أسوة بصلعة التجنيد، وعليه ستتباين المواقف لحظة هذه الكشات، وسنجد أن امرأة صاحت في زوجها، وهو يتأهب للخروج يوم العطلة للسوق: “ماشي وين يا راجل وخضار شنو الماشي تجيبو حنفطر فول ونتغدى فول ونتعشى فول وبنجيبو من أبكر بتاع الدكان وما لو الفول كدي عيبو لي؟!” وفي مكان آخر ستجد أن رجلاً يقف في منتصف شارع الظلط ويديه في جيب الجلابية، وهو يطنطن: “والله ناس الدفار ديل ما شايفين شغلهم.. هسع أنا واقف لي ساعتين ماجو عشان يكشوني ارتاح من الولية الفقرية دي”.. أما رحاب وسوسن في ذاك الحي، فسيشاهدن بالشباك دفار الكشة المليئ بالرجال فتقول رحاب: “يا سلام يا سوسن شوفي سموأل في الدفار والله عجبني لي مرتو عشان متفلسفة وعاملة فيها يا دنيا ما فيك غيري ويا ربي مع قروشو الكتار ديل حيكون من نصيب منو ومنو ومنو..” وسنجد أيضاً أن نساء الحي اجتمعن في منزل حياة لترافقهن في الذهاب إلى فتحية لأن زوجها كشوه وترفض حياة مرافقتهن قائله: “ليه امشي ليها ود أختي لمن قبضوه ناس البنك في السلفية ما جات كفرت ليهو، ومالي مقصرة معاها في شنو بتها لمن طلقوها مشيت ليها وولدا لمن قبضوهو في الكشة التانية ديك مشيت ليها”.
وقد تذهب إحدى النساء إلى زيارة زوجها في المعسكر، حيث ينتظر المأذون وتضع يديها على السلك الشائك الذي يقف زوجها خلفه، وهي تقول: “مالك ما جريت مع الرجال الجرو عارفاك غتيت والعرس أصلو في بالك.. والله سفنجة الرشيد الخلاها وجرى من جنب دكان عبد الرحيم جات مرتو شالتا ليهو، وهي تقدل كدي ذي الشايلة كأس الدوري الممتاز”!! وسيقف دفار الكشة في شارع الزلط ويقوم بإيقاف إحدى حافلات المواصلات ويصيح فيهم أحد رجال الكشة.. قسايمكم وكل من لا يبرز أربع قسايم يتم إنزاله من الحافلة ورفعه في الدفار، ونجد أن أحد الشباب يخرج قسيمتين فيصيحون فيه انزل أركب الدفار ده، فيرد بسرعة: “يا ناس لكن أنا طالب ودي بطاقتي”!!
وطبعا “أي زول فوق الخمسين الكشة حتفكوا”!
أ/حسن عمر العطبراوى
نهر النيل-عطبرة
تلويح:
الزميل حسن كاتب ساخر تفتقده المنابر ويعاني كثيراً من لصوص الأسافير.. أعجبتني كالعادة واحدة من خيالاته الجامحة فشاركتكم بها.. وأرجو ألا تروق الفكرة للإخوة الرجال أو أحد المسؤولين.