عبد الجليل سليمان

أفعال مضارعة منفية حالة الوطني


حكم المؤتمر الوطني، يشبه المضارع المستمر (Continuous)، فقط لا يتمتع الحزب الحاكم بما يفيد الاستمرارية، ويفتقر إلى (ing) مقتعة، ومعلوم بالضرورة أنها تُستعمل للتعبير عن الفعل أثناء حدوثه، وهو مستمر ولا يزال جارياً أثناء الحديث عنه، وفي كثير من الأحيان يسلتزم الفعل المضارع المستمر قرينه زمنيه تدل على حدوثه الآن وأمام عين المتكلم مثل ((During ,At this moment , Now ,Today.
مناسبة هذه (الحصة) أن الحزب الوطني، وكما ظل مستمراً في الحكم لأكثر من ربع قرن، ظل مستمراً في ترديد ذات الخطاب وذات الوعود لكن بدون (آي ان جي) تثبت أن أفعاله مضارعة، لذلك فإنه يبدو في كثير من الأحيان كحزب يعيش المضارع بأفعال ماضوية، وهذا ما سوف (يجيب أجلو)، إن لم يكن (جابو) بالفعل، فتشظى وانشطر، وتقسم وانقسم، تماماً كما فعل بالأحزاب الأخرى، (وكما تدين تدان).
دعك من هذا يا رجل، وتعال إلى لب المضارع، تجد عنده (عبد الملك البرير)! والبرير هذا كان مستشاراً لوالي الخرطوم – أيهما لا أذكر – الخضر أم سلفه المتعافي، لكنني أظن أنه الأخير. ثم تقلب به زمان حزبه إلى طيات النسيان، حتى عاد إلى منصب نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، ومن تلك المنصة أطل على الأعلام مجدداً بتصريحاتٍ عن الأوضاع الراهنة لكنها تفتقر إلى فعالية الـ(ing)، وهذا هو سبب (الأذى) الذي حدث لهذه الزاوية، فحولها إلى فصل دراسي (تعسفي) طبعاً. لكن للقراء العذراء، فكل شيء في هذه البلاد (متعسف) خاصة تصريحات (جماعة) المؤتمر الوطني، طيَّب الله ثراهم.
الرجل عاد، ليقول بحسب تصريح له على يومية آخر لحظة، إن حزبه سيراعي المعايير قبل (الشخصيات) في اختيار وزراء الحكومة الجديدة, ثم عدّد هذه المعايير فأسرف حتى وصل إلى قوله: “المعايير قطعاً ليست فيها أنصبة من ناحية عصبية أو من ناحية قبلية”.
يا راجل، قلّ لي بالله عليك، ما الذي جعلك تنفي كل هذا، بدءاً مراعاة المعايير قبل (الشخصيات)؟. بعدين المعايير دي فهمناها بتقصد شنو بالشخصيات؟ ومروراً بأنه لن يكون معيار القبيلة مطروقاً في الاختيار إلى بقية (الأذية) التي رميت بها تصريحك.
عبد الملك البرير، قيل لنا، إنك إذا أردت أن تنفي الفعل المضارع المستمر الذي تمثله حالتكم هذه، فقط ضع (Not) بين الفعلين (المساعد والمستمر)، لكن نفيك خالف قواعد فقه (النحو) ومضى إلى فقه الضرورة، ومنه أن نفي الواقع إثبات له. لذلك كلما نفيت بهذه الطريقة فإنك تثبت العكس, آسف تثبت الواقع لأنك لا تمتلك (ing) كافية.