مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : «مرسي.. هل سيكون مهر العودة؟


> نقول إن يصدر حكم الإعدام على رئيس منتخب مثل مرسي، يكون في حالة أن يصدر مرسوماً رئاسياً لقتل الأبرياء.
> لكن أن تستهدف القوات التي انحازت فيما بعد للانقلاب على الديمقراطية، أن تستهدف هي البلطجية وشذاذ الآفاق الذين يكرهون دعاة الإسلام أمثال مرسي وبديع والبلتاجي والعريان، فإن في هذه الحالة يتعين على مدير عام الشرطة أن يحاسب قواته ويفسح لها المجال للدفاع عن نفسها.
> والآن حتى إذا قامت تظاهرات من بلطجية كالذين كانوا وقوداً لإلغاء الديمقراطية، أو غيرهم وسقط قتلى في الشارع برصاص القوات الحكومية، فإن في هذه الحالة لا يرى القضاء المصري في السيسي مجرماً. لماذا؟ لأنه سيسوق نفس المنطق القانوني الذي يجعل «مرسي» بريئاً.
> لكن محاكمة مرسي تبقى بواسطة دعوى مشتركة بين السيسي والأقباط وإسرائيل، والأقباط نتفهم سوء فهمهم لديمقراطية يصل بها الإسلاميون إلى السلطة. وإسرائيل طبعاً تتخيل أن مصر «تحمست» أي أصبحت مثل قطاع غزة الذي تحكمه حماس وتقيم فيه دولة يحكمها رئيس الوزراء المنتخب والمقال بإيعاذ من إسرائيل «إسماعيل هنية».
> أما السيسي فهو يكسب رئاسة جمهورية «أوانطة». هو ضابط في الخدمة يعينه الرئيس المنتخب قائداً للجيش، لكنه يستغل مخاوف إسرائيل والأقباط من ديمقراطية مصر، ويستثمر انتهازية «الأزهر» الذي يستعد لإلغاء ديمقراطية خرجت من رحم ثورة 52 يناير الشعبية بعيداً عن أيدي البلطجية والفسقة، فالأزهر يخشى من أن تخطف منه جماعة الإخوان المسلمين المتحضرة والمواكبة والمكتظة بالبروفيسيرات والدكاترة في مختلف المجالات تخطف منه قبلة عوام المصريين الدعوية والإفتائية. الحكم بالإعدام على «مرسي» هل هو اسم مسلسل أو فيلم أو مسرحية في مصر تُعرض على الجماهير فيشاهدها ويذهب إلى المنام؟!
> كلا.. حتى ولو لم ينفذ هذا الحكم لحسابات واضحة، فإن مجرد الاستفزاز بصدوره سيكون له رد فعل قوي جداً ولعله بدأ بأيدي مواطنين لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين التي ترفض أن تحمل السلاح والقنبلة، لكنهم يتعاطفون معها لأنها لم ترتكب جرماً غير أن حزبها حزب الحرية والعدالة قد اكتسح الانتخابات. فظلم النظام المصري قبل ثورة 52 يناير قد أسهم بقدر كبير جداً في ارتفاع الرقم الانتخابي لصالح الدكتور محمد مرسي، ونفس الظلم الذي يكرره الآن نظام السيسي الخالي من قضاء مستقل سيرفع مستقبلاً الرقم الانتخابي، فالديمقراطية في مصر كما يقول هنا الصادق المهدي «عائدة وراجحة». وهذه العبارة أجمل وأروع هدية يقدمها الآن السيد الصادق المهدي للشعب المصري، وهو مقيم هذه الأيام بمصر. فمصر الديمقراطية «مصر الأمس» ستعود في الغد سواء نفذ حكم الإعدام على الرئيس المنتخب محمد مرسي وأصبح مهراً لمشروع عودة الشرعية والديمقراطية واستقلال القضاء أو لم يُنفذ واكتفت الحكومة الانقلابية باستبقائهم وراء القضبان.
> مرسي ورفقائه المسجونين معه ليسوا أنبياء ولا ملائكة ولا سحرة حتى نقول بأن قتلهم أو سجنهم سيجنب حكومة السيسي الانقلابية نتائج الهاماتهم للشعب. فهم بشر عاديون. فأين كانوا حينما اغتيل حسن البنا وأعدم سيد قطب وعبدالقادر عودة؟ ثم نفس السؤال أين هم الآن خلفاء هؤلاء المساجين «مساجين الديمقراطية» بعد قتلهم أو تطويل فترات سجنهم؟ هل هم الآن في الجامعات أم في المدارس أم في الأرحام أم في الغيب نطف مخبوءة؟!.
> لقد بدأت رحلة الويل الحقيقي للنظام الانقلابي في مصر. أما كفاهم إطاحة بالديمقراطية بواسطة جيش أصبح رافداً إستراتيجياً لجيش الاحتلال الإسرائيلي؟!.
> على أي حال أيها الانقلابيون «شدوا حيلكم.. المسلسل طويل جداً». أو تعيدوا الحكم المنتخب إلى أصحابه فهذا هو خلاصكم.. هذا ليس تهديد صاحب قلم، لكنها قراءة المستقبل.
غداً نلتقي بإذن الله.