صلاح الدين عووضة

و(أعاني) !!


*كان الناس يشتمون رائحة رمضان عبر روائح الرقاق والآبري والحلو مر..
*الآن يشتمونه عبر الحديث عن السر قدور و(أغاني وأغاني)..
*ومع الحديث عن (أغاني وأغاني) نجتر نحن حكايةً لنا مع (أغاني وأعاني)..
*والكلمة الأخيرة هذه من المعاناة بما أنه قد كان هنالك من (يعاني) بالفعل..
*فقد كانت أمسية تمايلت فيها أغصان أشجار حينا – بحلفا – مع نسماتها طرباً من شدة سحرها..
*كنا ثلاثة ؛ شخصي و معتصم وصالح الشهير بـ(مجنون وردة) الذي كتبنا عنه من قبل..
*واقترح معتصم – فجأة – أن يغني كل منا أغنية تحت تأثير نشوة تلكم الأمسية الرقيق نسيمها..
*وحين جاء الدور على كاتب هذه السطور طفق يغني لأحمد المصطفى الذي يحب أغانيه..
*كان يعلم أن صوته قبيح رغم صرخة (هائل) التي ظل يطلقها معتصم بين كل مقطع وآخر من باب المجاملة..
*ولو كان (صدَّق) صيحات الإعجاب تلك – من قِبل معتصم وصالح- لانطلق في سكة الغناء لا يلوي على شيء..
*ولكان فرض نفسه على ساحة (الغناء) بالقوة مثل كثير من أصحاب (الغثاء) في زماننا هذا..
*ولأضحى (صلاح حلفا) قبل أن يظهر (طلال حلفا) بسنواتٍ عدة..
*ولعل أبلغ دليل على تأثير قبح صوته على زميليه أن أحدهما – وهو صالح – مرض بالملاريا صباح اليوم التالي..
*أما الآخر – وهو معتصم – فقد فاضت روحه بعد أيام دون حتى (إثر علة لم تمهله طويلا)..
*وكان ذلك آخر عهد صاحب هذه الزاوية بالغناء ولو في الحمام ..
*ولكنه نادم غاية الندم الآن بعد أن رأى نفسه وردي قياساً إلى بعض الذين يستضيفهم السر قدور..
*فصاحب الصوت المرجوع نحو بطنه ذاك (هائل)…
*والذي يصدر (مأمأةً) – كما المعيز – (هائل)…
*ومن (يتظبط ) في كل شيء- عدا (ضبط) الزمن الموسيقي- (هائل)..
*ومن تُجِّود الابتسام- تلك – أكثر من تجويدها الغناء (هائلة)…
*والسر قدور نفسه أكبر (الهائلين) بضحكته ذات (الفجوات)..
*ثم الغريب في الأمر أن أصواتهم – جميعاً – ضعيفة ..
* فكلهم – على بعض – لا تساوي قوة أصواتهم صوت الكاشف أو عركي أو زيدان ..
*وربما كانت (ميوعة) أصواتهم هذه هي التي تحول دون أن يحدث لمستمعيهم ما حدث لصاحبي كاتب هذه السطور..
*أي أن يلزم البعض – وأولهم قدور – سرير المرض ..